: مسالك فقهاء المالكية في دارسة ما خالف فيه المذهبُ بعضَ ظواهر الأحاديث النبوية ـ وتطبيق ذلك على أشهر المسائل الفقهية
Résumé: إن هذ البحث المعنون بـ:" مسالك فقهاء المالكية في دارسة ما خالف فيه المذهبُ بعضَ ظواهر الأحاديث النبوية ـ وتطبيق ذلك على أشهر المسائل الفقهية "، أردنا به أن نبين أهمية الفقه المالكي في معالجة كثير من القضايا الفقهية المتعلقة بالأحاديث النبوية، وذلك أن الناظر لأول وهلة في هذا الموضوع يرى مخالفة فقهاء المالكية لظاهر أحاديث نبوية صحيحة ليست بالقليلة والإفتاء بخلافها، لكن إذا غُصنا في العمق نجد أن ذلك ما هو إلا نظرة سطحية من بعض طلاب العلم الذين لم يغوصوا في أصول مذهب الإمام مالك ـ رحمه الله ،ـ حيث أنه يتبين بالدراسة والتمحيص أن الإمام مالك رحمه الله كانت له أصول في قبول الأحاديث وردها، فمن ذلك أنه كان يخالف الحديث النبوي الآحاد إذا خالف عمل المدينة أو ظاهر القرآن الكريم أو خالف قاعدة كلية من قواعد الشرع، كما أنه عند التمعن أكثر نجد أن هذه الأحاديث التي قيل إن الإمام مالك رحمه الله أو فقهاء المالكية خالفوها لا يخلو الأمر من مسوغ شرعي لردها في نظرهم، حتى وإن كان هذا المسوغ لا يكون محل وفاق بينهم وبين غيرهم، لكن ينبغي أن نفهم أنهم ما ردوها لهوى ولا لتعصب كما يظن البعض بل إنما تركوا العمل بها لكونها تخالف أصلا من الأصول التي قعّدوها في المذهب، وأيضا فإن بعض هذه الأحاديث أحيانا لم تبلغ الإمام مالك رحمه الله فلم يعمل بها، ولو بلغته لربما عمل بها، وأحيانا وصلت إليه من طريق ضعيف فرجح غيرها عليها غيرها مما هو صحيح عنده أو اعتقد فيها النسخ. وأيّا كان الأمر فإنه ينبغي أن نؤكد على ثلاثة أمور: الأول: وجوب إحسان الظن بعلمائنا الأجلاء وأنهم لا يتجرؤون على رد حديث لهوى في أنفسهم كما يعتقد البعض، وفي هذا يقول الإمام ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ :"ليس أحد من علماء الأمة يثبت حديثا عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم يرده دون ادعاء نسخ ذلك بأثر مثله أو بإجماع أو بعمل يجب على أصله الانقياد إليه أو طعن في سند..." ( ). والثاني: أنه ينبغي أن يترفع أتباع المذاهب عن التعصب المذموم، فيأخذوا بما يرونه موافقا للسنة إذا وضح هذا الدليل واستبان لهم ولم تكن فيه مخالفة لأصول المذهب، وهذا ما فعله بعض الحُذّاق من علماء المالكية الذين تحرروا من التقليد الأعمى والتعصب المذموم كابن عبد البر وغيره. والثالث: بيان سعة أفقه علماء المذهب المالكي في دراستهم للمسائل الفقهية والاستدلال لها بالأحاديث النبوية، عن طريق مراعاة مقاصد الشريعة وأصولها الكلية، وهذا ما أعطى فقهاء المذهب قوة علمية في التصدي بذلك لدراسة النوازل والمستجدات، على قاعدة فقهية صحيحة.
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!