التجربة الشعرية الحداثية عند نازك الملائكة
Résumé: لطالما كان الشعر و لا يزال ابرز الظواهر الادبية استجابة و تفاعلا مع مجريات حياة الشعوب و الامم، اذ لعب دورا مهما منذ نشاته في كافة مجالات الحياة، مما تولدت عنه روح الكتابة الشعرية المعاصرة التي تعتبر بدورها تعبيرا عن نفسها بقدر من الوضوح و التبلور. و من التحليل و التاأل ما يهيء لها تحديد اهدافها، و ذلك على اعتبار ان الشاعر المعاصر يمثل ضوءا كاشفا و وعيا مبصران و نغما ساحرا يعبر عن ارق مشاعر الانسان المختلفة. ومن هذا المنظور تقف الشاعرة " نازك الملائكة " في الساحة الادبية لمعاصرة، مستحدثة في اطار فضائها التجديدي رؤية جديدة لمفهوم الشعر و وظيفته و طبيعة اشكالية حضوره الانساني والثقافي، حيث اصبحت هذه الاخيرة تنافس الرجل على اهم موقع ريادي للقصيدة الجديدة في – – العصر الحديث. ويعود اختيارنا لهذا الموضوع لاسباب تتمثل في الرغبة و معرفة و كشف خفايا و تجليات الحداثة الشعرية و اخرى معنوية تمثلت في حب الاطلاع و الابحار في نتاجات الشاعرة و ابداعاتها . وقد طرح بحثنا اشكاليات عدة تمثلت في : نشاة الشعر الحداثي - مظاهر التجديد في الشعر العربي المعاصر و التجديد عند الشاعرة نازك الملائكة على المستوى - الشكلي و المضموني . فهل هذا التجديد على مستوى الشكل او المضمون ، او هما معا ؟ وكان ىبحثنا المعنون ب التجربة الشعرية الحداثية " نازك الملائك انموذجا " – - و طمعا في ان يكون بحثنا على قدر من المنهجية و التسلسل اعتمدنا على خطة مستهلة بمفدمة و قسمنا بحثنا الى مدخل و فصلين احدهما نظري ة الاخر تطبيقي اما المدخل المعنون " بنشاة الشعر الحداثي "ن حيث تحدثنا فيه عن نشاة الشعر الحداثي مع ذكر اهم لظروف التي ساعدته على انتشاره ، و اهم الرواد الذين ساهموا في ظهوره و ابرازه على الساحة الادبية العربية كبدر شاطر السياب ، و نازك الملائكة . اما الفصل الاول فقد وسمناه " مظاهر التجديد في الشعر العربي المعاصر " و تضمن جانبين من الدراسة ) شكلي و مضموني ( ، اما الجانب الشكلي ، فكان التجديد فيه على مستوى الثورة على نظام الشطرين ، و كذلك ظاهرة التدوير ، و نظام التفعيلة و القافية . اما الجانب المضموني فتضمن نزعتين ) الرومانسية و الرمزية ( وفي الفصل الثاني المعنون ب " مظاهر التجديد في شعر نازك الملائكة " بحيث كان هذا الاخير تطبيقا لما ورد في الفصل الاول و ذلك بدراسة و تحليل بعض قصائدها من ديوانها " شظايا و رماد "، كما تضمن هذا البحث ايضا خاتمة اجملنا فيها اهم النتائج التي توصلنا اليها . ونظرا لقضية التجديد اليتي مرت بمراحل اعتمدنا على المنهج التاريخي ، و الاستقرائي ، و ذلك من خلال تتبعنا لحركة الشعر الحداثي مع اهم مظاهره التجديدية بالاعتماد على التحليل الوصفي، وكذلك آليات من المنهج النفسي في محاولة تفكيك بعض الرموز النفسية لدى الشاعرة . وقد اعتمدنا بصورة رئيسية في جمع معلوماتنا على مجموعة من المصادر و لراجع نذكر اهمها قضايا الشعر المعاصر" لنازك الملائكة "، وجدل الثابت والمتغير في النقد العربي الحديث " لعبد الملك بومنجل "وقد سبقتنا دراسات سابقة تمثلت في تجليات الحداثة الشعرية عند محمود – درويش – "انموذجا" وكذلك تقنيات الرمز بدر شاكر السياب " انموذجا". وككل بحث اكاديمي واجهتنا العديد من الصعوبات و التي لا مجال لحصرها لكن نذكر منها ، ضيق الوقت حيث كان هذا الاخير سببا في عدم توسعنا في البحث إضافة الى قلة المراجع الاساسية والتي من المفترض ان ينهل منها بحثنا مادته ، و في الاخير لا يسعنا الى ان نتقدم بجزيل الشكر الى جميع من ساعدنا من قريب او بعيد هي انجازنا لهذا البحث ، و اخص بالذكر الاستاذة المشرفة " درامنية فريدة " ذلك انها لم تبخل علينا بالنصح و الاشاد ، و مراقبة هذا العمل خطوة خطوة ، و املي كبير في ان نكون قد تمكننا في هذا البحث من تحقيق ما رغبنا فيه و لو بجزء بسيط . ظهر الشعر الحداثي كتطوير لخطى التجديد التي سبقته و امتداد لها حيث اسهمت التجارب الابداعية من قبل الشعراء المعاصرين مساهمة فعالة في بروزهم و الحاحهم على ان يتحرروا من صرامة الاشكال و التقاليد و استقلالهم بشخصياتهم ، و اخلاصهم لمشاعرهم و افكارهم متجاوبين مع ما جد في الحياة من الافكار و الاضاع الطارئة و من خلال متابعتنا للحركة الشعرية الحداثية نستخلص ما يلي : *كانت لمحاولات التي مهدت لظهور الشعر العربي الحديث كثيرة و متنوعة من طرف رواده ، حيث باشروا في افتتاح فجر جديد للقصيدة العربية ، و اصبح الشعر الحداثي يمثل ظاهرة ادبية ملتفة للنظر امتدت عبر المسافات في كل ركن من اركان الوطن العربي . * و من المراء ايضا ام هؤلاء الشعراء المعصرين لم يكونوا مجرد شعراء او اصحاب مواهب نريد تجسيدهم على الاض الواقع ، بل كانوا اكثر من ذلك بكثير حيث استطاعوا ان يضعوا بيت ايدينا شعرا متميزا ورائعا ، اثبتوا من خلاله حضورهم المتالق على الساحة العربية . * بسطت هذه الشاعرة " نازك الملائكة " موقفها بمفومها العميق لتحرير الشكل الشعري من القوالب التقليدية كالوزن و القافية مع عثورها على البديل لتلك القوالب ، بحيث اصبح الشاعر المعاصر يرفض ان يقسم عباراته تفسيما يراعي نظام الشطرين ، و إنما يريد ان يمنح السلطة المطلقة للمعاني التي يعبر عنها . * إن الاسس التي قام عليها هذا الشكل الجديد تستند الى اتسس نظرية قوية ، و حجج فنية و تاريخية مقنعة تثبت عدم مخالفته للاصول التقليدية الموروثة . * نجد التجديد مس مستوى الشكل العربي كما مس المضمون او مس كليهما معا فاتضحت الرؤية و اتسع افق الكتابة الابداعية و كان التجديد في الاغراض و اختلاف المواضيع ، و هذا ما تجسد في النزعة الرومانسية التي تمثل عالم واسع لدى الشاعرة * جعلت الشاعرة من شعرها مجالا رحبا من الايحاءات و التلميحات و ذلك باستخدامها للرموز ، تاركة للقارئ حرية التاويل. و هذا ما يدعونا الى القول بانه لا يمكن الغوص و التعمق في روح المغامرة الشعرية الجديدة لدى الشاعرة من دون امتلاك قدرة معرفية و لغوية واسعة.
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!