مملكة نوميديا والعاصمة سيرتا من خلال المعطيات التاريخية والشواهد الأثرية

Résumé: تندرح هذه الدراسة ضمن الحديث حول نشأة الممالك النوميدية في القرن الثالث قبل الميلاد وأبرز ملوكها وعلى رأسهم الملك الأغليد ماسينيسا، مؤسس مملكة نوميديا الموّحدة. بالرغم من هذا الامتداد التاريخي العريق، تبقى معرفتنا بها غامضة، حتى أنّ سكوت المصادر المكتوبة، جعل الباحثون في تاريخ المملكة يؤخرون دخولها المرحلة التاريخية. كان تحالف ماسينيسا مع القرطاجيين ثمّ مع الرومان تمليها طبيعة الظروف الجيوسياسية والاستراتيجية السائدة آنذاك. سأدرس كلّ ما يتعلق بتاريخ الممالك النوميدية وملوكها الأفذاذ الذين ساهموا في صنع مجد الماسيل بواسطة فحص الوقائع والأحداث الوارد ذكرها عند المؤرخين القدماء اللاتين والإغريق، وسأتطرق إلى مسألة تنظيم الخلافة بعد أن اعتلى ماسينيسا العرش. وقد سمح انفتاح مملكة نوميديا وخاصة العاصمة سيرتا على عالم البحر الأبيض المتوسط الاحتكاك بالحضارات القرطاجية والرومانية وكذا الحضارات المعاصرة لهما الإغريقية والمصرية، عرفت نوميديا إثرها فترة رفاهية تتعلق بتطوّر الزراعة ومحاصيل الحبوب والتجارة، كما تطوّرت عملية ضرب العملات النقدية رمزا للقوّة والسيادة، واحتلت الفنون والثقافة والآداب مكانا هاما، وازدهرت اللغة الليبية جنبا إلى جنب مع اللغة البونية، وساهم الجيش في فرض سلطته في الداخل والخارج، كما كانت للعمارة الملكية الجنائزية نصيبا في الإبدعات المعمارية آنذاك. سيتم مناقشة نقاط ذات صلة بموضوع البحث عن طريق المنهج التاريخي مع تسليط الضوء على سيرتا العاصمة النوميدية من خلال الشواهد الأثرية وفق المنهج الوصفي

Publié dans la revue: الناصرية