العلا قات الفرنسية الجزائرية تحليل نقدي لبرنامج الشراكة 2013 - 2017

Résumé: حاولنا في هذه المذكرة إستع ا رض أهم تطو ا رت العلاقات الفرنسیة الج ا زئریة عبر دینامكیة الزمن وشملت م ا رحل الماضي والحاضر وحاولنا مدها إلى المستقبل من خلال إستش ا رف حالة العلاقات بین البلدین على المدى المتطور والمقدر بأربع سنوات ) 2013 - 2017 ( والتي تقابل عهدة رئاسیة أخرى إبتداءا من 2017 بالنسبة لفرنسا، وقد إرتكزنا في عملنا هذا على محاور ذات أولویة بین فرنسا والج ا زئر فقمنا بتحلیلها وفحصها واكتشاف مدى التأثیر والتأثر بین البلدین. عند تركیزنا على أبعاد الش ا ركة الفرنسیة الج ا زئریة یتوجب علینا ذكر أهم المحطات التي مرت بها العلاقات بین البلدین. إن حصیلة الإستعمار الفرنسي ومی ا رثه السلبي في الج ا زئر،أثر سلبا على تطور العلاقات الفرنسیة الج ا زئریة بعد الإستقلال، لقد خلف الإستعمار الإستطاني في و ا رءه مجتمعا ممزقا أمیا متخلفا بعیدا عن كل الق ا ر ا رت التي تتخذ في السیاسة الدولیة وترك الاحتلال الفرنسي و ا رءه إقتصادا منقسما هشاو ضعیفا. كان للإستعمار الفرنسي في الج ا زئر أثر كبی ا ر على علاقات التعاون الج ا زئري الفرنسي بعد الإستقلال، فقد وجدت التوجهات السیاسیة والإقتصادیة للج ا زئر المستقلة في تعارض مع أهداف السیاسة الخارجیة الفرنسیة إ ا زء الج ا زئر ودول العالم الثالث، كما وجدت سیاسة الإستغلال الوطني واسترجاع السیادة الكاملة على الثروات الوطنیة في صدام مع المصالح والإمتیا ا زت الفرنسیة الموروثة عن فترة الإستعمار والتي ضمنتها إتفاقیة إیفیان. أدركت الحكومة الفرنسیة إستقلال الق ا رر السیاسي الج ا زئري وضعف التأثیر الفرنسي في التوجهات السیاسیة والدبلوماسیة الج ا زئریة ، فتوجهت إلى إرساء علاقات ثنائیة عادیة في فترة حكم بومبیدو، ثم إلى ت ا رجعها وتدهوها في حكم جیسكار دیستان، وبقاء أغلب الملفات الثنائیة عالقة بدون حل إلى أن وصل الیسار الفرنسي إلى حكم البلاد سنة 1981 ، فأنتعشت العلاقات الج ا زئریة الفرنسیة وتم الاتفاق على حل وادارة بعض الملفات العالقة، مثل الاتفاق على سعر الغاز الطبیعي، ملف الأرشیف، لقد أ ا رد دیغول أن یطبع علاقات التعاون الفرنسي مع الج ا زئر بطابع تاریخي نموذجي. وخلاصة القول لقد برهنت العلاقات الج ا زئریة الفرنسیة أنها على درجة من التعقید والكثافة ، ت ا روحت بین المد والجزر، ومرت بفت ا رت السلم والحرب، التعاون والن ا زع، لكنها كانت تستجیب لمصالح الوطنیة للطرفین، وتتأثر بعوامل البیئة السیاسیة والإقتصادیة والثقافیة وتكمن أهم العوامل التي أثرت على العلاقات بین البلدین بعد الإستقلال بالدرجة الأولى في رواسب الإستعمار الفرنسي في الج ا زئر والذي نسج روابط الهیمنة والتعبیة، كان الاقتصاد والتجارة الخارجیة للج ا زئر في فترة الاحتلال مطبوعا وموجها لخدمة الاقتصاد الفرنسي.كما تمیزت علاقات التعاون بین فرنسا والج ا زئر بعد الإستقلال بالتغیر والإستم ا رر، فرغم التوت ا رت والأزمات السیاسیة والإقتصادیة إلا أنها تستمر دائما دون قطیعة ذلك نابع من إد ا رك كل طرف بمكانة ودور الطرف الأخر، فحرصت الج ا زئر دائما على ختلاف فت ا رت استقلالها وتغیر قادتها على دعم علاقات التعاون الثنائیة مع فرنسا، أما بالنسبة للجانب الفرنسي فقد طبعت علاقات التعاون بالفلسفة والثقافة السیاسیة بالطبقة الحاكمة والخاضعة للنخب النافذة في السلطة. بالرغم من ان ظاهر العلاقات الفرنسیة الج ا زئریة یوحي بأن الحوار الإست ا رتیجي بین البلدین من خلال الش ا ركة الموقعة بین البلدین في دیسمبر 2012 ،الذي إهتم بالجوانب السیاسیة والأمنیة،والإقتصادیة التجاریة والثقافیة التربویة في تجسید الإرادة المشتركة لكل من فرنسا والج ا زئر في تأسیس إطار منظم ومهیكل للعلاقات العمیقة بین البلدین والتي تهدف إلى تكثیف التعاون الثنائي والتشاور في جمیع المجالات، وكل القضایا الدولیة والإقلیمیة في المنطقة ومنها، محاربة الإرهاب، الهجرة غیر الشرعیة وتجارة المخد ا رت، التي أصبحت تهدد الأمن المتوسطي والجوار الفرنسي بالمقابل الج ا زئر تتمتع بالإستقرار السیاسي والأمني والإقتصادي من خلال هذه المعطیات التي سمحت للجزائر أن تلعب دور في تسویة وحل الن ا زعات في المنطقة وكانت عامل توحید وتفاهم بین جمیع الأطراف المتنازعة، كما قامت الج ا زئر بدور الوسیط في تسویة النزاعات الداخلیة في مالي ولیبیا. من خلال هذه المستجدات حاولت فرنسا أن تعتمد إست ا رتیجیة جدیدة لضمان تحقیق مصالحها الاقتصادیة والإست ا رتیحیة والسیاسیة في إفریقیا، تتمثل المصالح الإقتصادیة في القارة الإفریقیة في البحث عن أسواق لتصریف السلع الفرنسیة المصنعة، وعن مواد أولیة لتنمیة الصناعات الفرنسیة، أما المصالح الإستراتجیة فتتمثل في السیطرة على المواقع الإستراتجیة في بعض الدول الإفریقیة.

Publié dans la revue: