دور تكنولوجيا الإعلام و الاتصال الحديثة في تحسين أداء المؤسسة الإقتصادية

Résumé: إن العالم يتجه وبسرعة نحو التطور والنمو وذلك خلال بيئة تنافسية شديدة مدعومة بالتطور التكنولوجي وثورة المعلومات والاتصالات التي عملت على إحداث تغيرات جذرية وعميقة في المجتمع شملت مختلف الميادين، إلا أن المجال الاقتصادي ظل من أكثر الميادين تأثرا بها، حتى شاع مفهوما جديدا في الاقتصاد يدعى الاقتصاد الحديث "Nouvelle Economie" الذي ارتبط بتطور الاتصالات خصوصا النمو السريع الذي عرفته شبكة الأنترنت، واقتحامها ميدان الاتصالات والتسويق والتسيير، ومعبرا عن مدى توغل هذه التكنولوجيا في المؤسسات الاقتصادية، حيث أصبح تبني هذه التكنولوجيا ضرورة حتمية على منظمات الأعمال لتعزيز الكفاءة التشغيلية وكسر حواجز الوقت وتسهيل التواصل والاتصال المباشر وتحسين العوائد والنتائج لأصحاب المنظمة. إن الدور الفعّال لهذه التكنولوجيات جعلها من أهم مقومات البنية التحتية اللازمة في المؤسسات لتحسين أدائها وتعزيز مكانتها التنافسية محليا ودوليا، فتزايد بذلك تسابق المؤسسات الجزائرية على اختلافها من أجل مسايرة واقتناء أحدث ما توصل إليه التقدم في هذا المجال. ولقد كانت الشركة الإفريقية للزجاج من بين المؤسسات الاقتصادية التي تكيفت مع هذا المدخل كنمط جديد في مجال تعاملها مع محيطها الداخلي والخارجي وتنفيذ نشاطاتها اليومية، حيث تبيّن أنها تولي أهمية كبيرة لتكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة، وهو ما يفسر الاستخدام الواسع من طرف العمال لجهاز الحاسوب والهاتف النقال وشبكة الانترنت، كما أن هذه التكنولوجيات تستخدم في عدة مجالات من بينها التواصل بين الوحدات الإدارية، التواصل مع الشركاء والعملاء والموردين والتعريف بالمؤسسة ومنتجاتها. إن تكنولوجيا الإعلام والاتصال كان لها أثرا إيجابيا على مستوى أداء الشركة الإفريقية للزجاج، إذ ساهمت في تحسين الاتصال بشقيه الداخلي والخارجي، إضافة إلى مساهمتها في زيادة الإنتاجية وزيادة المبيعات، كما ساعدتها على تخفيض التكاليف والتوسع في الأسواق. بينما يعد التدفق المنخفض للانترنت ونقص التمرن والتدريب من أهم العوائق التي تواجه العمال أثناء استخدامهم لهذه التكنولوجيات في الشركة الإفريقية للزجاج.

Publié dans la revue: