جهود الإمام أبي عبد الله المازري ت (536هـ) في خدمة الشروح الحديثية من خلال شرحه على صحيح مسلم

Résumé: إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون» (آل عمران: 102). «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا»(النساء: 1). «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما» (الأحزاب: 70-71). أما بعـــــد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. كان لعلماء المالكية في إفريقيا والمغرب الإسلامي دور كبير في النهوض بالسنة النبوية رواية ودراية, شرحاً وتعليقاً وزيادات واستدراكات، وقد حاز صحيح مسلم عند المغاربة المرتبة العليا على باقي كتب السنة, فقاموا بتصنيف الشروح عليه واستنباط الأحكام من خلاله وإضافة الحواشي والتعليقات عليه, ومن هؤلاء العلماء أذكر: الإمام المجتهد أبي عبد الله المازري التونسي، فقد كانت له جهود كبيرة في خدمة السنة وعلوم الحديث عموماً وصحيح مسلم على وجه الخصوص, فقد قام بشرح كتاب الصحيح للإمام مسلم بن الحجاج وهو الكتاب الموسوم ب(المعلم بفوائد مسلم), فقد نال هذا الكتاب قبولا واستحساناً كبيرين من علماء زمانه وتلامذته ومَن بعده, فقد كان مميزاً في طرحه وإبراز الفوائد المستنبطة من كتاب الصحيح لمسلم, فأخذ هؤلاء من بعده ينهلون منه ويكملون ما نقص منه جريا على المنهج الذي اعتمده المازري في كتابه, وهو أكبر دليل على القيمة العلمية التي حواها هذا الكتاب

Publié dans la revue: