التفكير التداولي عند عبد الرحمن الحاج صالح

Résumé: سعينا في هذه الدراسة إلى إبراز أهم ملامح التفكير التداولي عند اللساني الجزائري عبد الرحمن الحاج صالح، باعتباره يمثل أحد أبرز اللسانيين العرب في العصر الحديث الذين حاولوا التوفيق بين الفكر اللساني الغربي الحديث وبين ما قدمه التراث العربي على اختلاف روافده. وقد أفضت بنا الدراسة إلى نتائج نوجز أهمها في ما يأتي: - بالرغم من أن مجال الاهتمام الأكبر بالنسبة للأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح هو اللسانيات النظرية، وبخاصة فيما يتصل باللسان باعتباره بنية، فإن مساهمته في مجال اللسانيات التداولية تميزت بجانب معتبر من الحصافة.وتلونت المصطلحات التي استخدمها الحاج صالح بصبغة تراثية جعلها علامة من علامات التوجه التأصيلي الذي كان يستهدفه. - سعى عبد الرحمن الحاج صالح في قراءته للتراث العربي إلى إبراز وتثمين جهود العلماء الأوائل أمثال الخليل وسيبويه وابن جني في ميدان الخطاب، وذلك من خلال إشارته إلى الكثير من القضايا التي توضح قيمة ما قدموه، كحديثهم عن الاندماج الحاصل بين الدليل اللفظي والقرائن الخارجية، وغير ذلك من القضايا التي تبين عمق التفكير العربي في ميدان التخاطب، كما بين أن النظرة العربية للخطاب تماثل النظرة الغربية أحيانا وتتجاوزها أحيانا. كما بين الحاج صالح من خلال قراءته للتراث العربي أن للعلماء العرب فضل السبق في الكثير من الحقائق العلمية أخرى. - واتسمت دراسة عبد الرحمن الحاج صالح لظواهر التخاطب بالعمق في الطرح، وذلك لاطلاعه الواسع على ما قدمه العلماء العرب الأوائل والغربيون في ميدان التخاطب. واعتمدعند تعرضه للمفاهيم التخاطبية في التراث العربي بصورة أساسية على ما ورد في كتب العلماء العرب الأوائل دون المتأخرين منهم، وذلك لأن كتب المتأخرين حملت الكثير من التصورات الخاطئة لا سيما تلك المتأثرة بالمنطق الأرسطي.

Publié dans la revue: