جماليات الخطاب الشعري في شعر مصطفى الغمـاري ــ دراسة في سياقات الرفض وحداثة التشكيل ــ
2018
Thèse de Doctorat
Langue Et Littérature Arabe

Université Mohamed Boudiaf - M'sila

ز
زيتوني, سهام

Résumé: الرفض من أهم سمات المبدعين الذين يتميزون بتكوين نفسي متميز، والشاعر هو أكثرهم رفضا يعبرون بالكلمة عن رفضهم لكل ما لا يتوافق مع رؤيته المشبعة بوعيه. الرفض في اللغة له عدة معان أهمها الترك والتفرقة والتكسير، ويختلف المعنى الاصطلاحي عن اللغوي، فالفلسفيون يرون الرفض ظاهرة ايجابية لأنّ الرافض إنسان سويّ يتميز بقوة الإرادة ينشد بديلا مناسبا لما يرفضه، وقد يتداخل الرفض مع مصطلحات أخرى كالتمرد والثورة والحداثة لكن لا يتجاوز فيها المماثلة المعنى اللغوي لأنّ لكل مصطلح مجاله وشروطه. كان الشعر ولا يزال أكثر الفنون اقترانا بظاهرة الرفض وأفصح في التعبير عنها وأدّق في تصويرها، والدّارس للشعر العربي عامة والجزائري خاصة يلمس صور الرفض بمختلف أبعاده. ففي الشعر الجاهلي عرف الرفض خاصة عند طائفة الشعراء الصعاليك الذين ثاروا على القبيلة، ليتسع نطاقه في العصر الإسلامي مع انتشار الدعوة المحمدية، لتعرف الظاهرة انتشارا في العصر الأموي مع ظهور الطائفية وتعدد الأحزاب والعصر العباسي الذي عرف تحولات اجتماعية وسياسية في العالم العربي والإسلامي، وصراعات داخلية وخارجية. لكن الرفض يصل أوجّه في العصر الحديث الذي عرف تناقضات عديدة نتيجة متغيرات حضارية وحروب لتظهر إلى العلن أصوات رافضة. والشاعر الجزائري "مصطفى محمد الغماري" إحدى هذه الأصوات التي اقتحمت مجال الإبداع الشعري منذ مطلع السبعينات واتخذت من الرفض سمة بارزة في شعره نتيجة الظروف التي تحيط به تدفعه في ذلك جملة من الأسباب أهمها العقيدة الإسلامية، النزعة الصوفية، ومشاعر الغربة، فينتشر الرفض على امتداد دواوينه، كما أنه يمسّ مختلف مجالات الحياة. ورغم تمسك "الغماري" بالأصالة والتراث إلا أنه لم يستطع التنصل من السمات الحداثية التي ميزت طريقة تعبيره الشعري وأضفت أجواءها على مستويات: اللغة، والصورة والرمز والموسيقى. والحداثة في مدلولها اللغوي لا تخرج عن إطار الجديد والتجديد وهي نقيض القدمة، أما الاصطلاحي فإنها حركة إبداعية يسعى من خلالها الشاعر الحداثي في ممارسته الكتابة إلى التعبير بطرق وآليات جديدة تختلف عن السائد والمألوف، وافتتاح آفاق تجريبية جديدة. أما اللغة الشعرية عند الشاعر "مصطفى الغماري" فكانت عميقة الإيحاءات والدلالات وعكست رؤيته الإسلامية وتطلعه إلى تغيير الواقع. واتسمت صوره الشعرية بقدر كبير من الجدة تجلت ملامحها في تجاوز الأساليب البلاغية المعهودة والاستفادة من التقنيات الحديثةالتي تعتمد على تراسل معطيات الحواسوالثنائيات الضدّية. برع الشاعر "الغماري" في توظيف الرمز بمختلف أنواعه، وكان لثقافته الإسلامية أثرها البارز في اختياره للرموز الدينية، حيث استقى من التاريخ الإسلامي رموزه وشخصياته، وقد شكّل اللون مصدرا هاما من مصادره الرّمزية الخاصة. والشاعر رغم انحيازه إلى القصيدة العمودية إلا أنه لا يقل براعة في إبداع شعر التفعيلة، فحرص في كلا الشكلين على التنويع في البحور والأوزان، فاستطاع أن يصنع تميزه الإيقاعي ويوظف موسيقاه بشكل مخالف، فقد ابتكر طريقة المزاوجة بين العمودي والحر وبين الأوزان في القصيدة الواحدة. حرص الشاعر على تنويع القافية وحرف الرّوي من مقطع إلى آخر تبعا لحالته النفسية، كما وظف "التكرار" لأغراض فنية تعمّق الدّلالة، و"التدوير" الذي منح نصوصه موسيقى متميزة.

Mots-clès:

Nos services universitaires et académiques

Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).

Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!

Comment ça marche?
Nouveau
Si le fichier est volumineux, l'affichage peut échouer. Vous pouvez obtenir le fichier directement en cliquant sur le bouton "Télécharger".


footer.description

Le Moteur de recherche des thèses, mémoires et rapports soutenus en Algérie

Doctorat - Magister - Master - Ingéniorat - Licence - PFE - Articles - Rapports


©2025 Thèses-Algérie - Tous Droits Réservés
Powered by Abysoft