المعاهدات الجزائرية الأوربية خلال العهد العثماني (1518م -1830م)

Résumé: تميز الوضع الدولي للمتوسط خاصة في القر16م انعدام قوة سياسية عسكرية قادرة على وقف توسعات وتحرشات الإيبيريين وضعف القوى المحلية كان من العوامل التي دفعت السكان عموما والأعيان والعلماء خاصة إلى البحث عن قوة قادرة على رد حملات الإسبان، حيث شهد الحوض الغربي من البحر المتوسط وجود عدة قوى بحرية تحكمت في علاقتها مصالحها المختلفة وحاولت كل قوة السيطرة على المتوسط وفرض نفسها عسكريا واقتصاديا ودينيا. وقد شهدت الإيالة خلال الفترة العثمانية موجة من التحرشات والحملات البحرية قادتها الدول الأوربية في فترات مختلفة ومتباينة بغرض تحقيق أهداف وتحت تأثير عدة عوامل، إلا أن الإيالة الجزائرية تمكنت من صد تلك الهجومات بفضل قوتها البحرية وفعالية أسطولها، هذا ما دفعها لاسترضاء الجزائر وإبرام معاهدات معها فقد كانت الجزائر تجرى المفاوضات وتعقد المعاهدات باسمها انطلاقا من مبدأ الاستقلالية في القرار، وقد ركزت في كل معاهداتها على آلية تفتيش السفن بغض النظر على كونها صديقة او العكس . وقد مثلث المعاهدات تحولا جذريا في تاريخ العلاقات الجزائرية الاوربية ،فقد نقلتها من حالة التوتر والعدوان الى حالة من التقارب اسست لقيام علاقات تجارية وسياسية بين الطرفين ، ولما أضرت المعاهدات بالدول الأوربية لجأت للحملات العسكرية والتحالفات السياسية لكسر شوكتها إذ لا نكاد نجد اتفاقية أو معاهدة لا تذكر النشاط البحري. حيث أعلنت الدول الأوربية عن رغبتها في القضاء على الجزائر من خلال توحيد صفوفها وسن العديد من القوانين التي تهدف إلى كبح النشاط البحري المغاربي عموما والجزائري خاصة وذلك من خلال مؤتمرات دولية والتي ناقشت مسألة النشاط البحري وقضية الأسرى الأوربيين، وقد ترجمت الأهداف الأوربية بشكل حملات بحرية أبرزها حملة اللورد إكسماوث. لم تستطع الجزائر واغلب الدول الأوربية على تحقيق سلم دائم نتيجة عدم جدوى العهود التي كانوا يقدمونها للجزائر.

Publié dans la revue: