_المرجعية الروائية في روايات واسيني الاعرج "ما تبقى من سيرة لخضر حمروش"_انموذجا

Résumé: سجلت الرواية الجزائرية حضورا متميزا علي الساحة الأدبية الوطنية والعربية وهذا منذ نشأتها الفنية، التي توجت بظهور رواية "ريح الجنوب" للكاتب (عبد الحميد بن هدوقة) مطلع السبعينات (1971) بعد أن رجحت كفة اللغة العربية، واستقام وضعها في الجزائر، علي ما كانت عليه إبان الاحتلال الفرنسي، فمالت مجموعة من الأقلام الأدبية إلي إنتاج نصوص باللغة العربية، ما لبثت أن ترسخت، واتسعت دوائرها رويدا رويدا بظهور نماذج روائية تختلف رؤاها، ومستوياتها الفنية، استطاع كتابها أن يدفعوا بالرواية الجزائرية قدما نحو الارتقاء بمضامينها خاصة بعد أن وصلوها بالواقع الاجتماعي وبمختلف تحولاته، فأضحت الرواية بفضل هذه المساعي الحثيثة الجسر الأكثر تعبيرا عن هذا الواقع، وعن مختلف إشكالاته وقضاياه. و لم تتوقف جهود هؤلاء الكتاب عند حدود تطوير مضامين الرواية بربطها بجوهر انشغالات الإنسان الاجتماعية، وإنما انبرى بعضهم لتحديث شكلها وتجديد أدواتها، بنقل سردها الكلاسيكي إلي سياقات الحداثة والتجريب مما أكسبها جماليات جديدة، وجعلها أكثر قدرة علي استيعاب قضايا ومشكلات المجتمع المتجسدة. إن هذا الثراء الفكري والفني الذي أراده هؤلاء الكتاب للنص الروائي الجزائري هو ما شجعني علي الاقتراب من عوالمة الكثيفة المنفتحة علي العالم الخارجي وما ينطوي عليه من حقائق مرجعية وعلي العالم الخيالي عبر اشتغال هذا النص علي المتخيل ومن ثم اختياره مجالا للدراسة. و بما أن الروائي الجزائري لا يكتب من الفراغ وإنما يستلهم مادته الروائية من مصادر مختلفة منها ما هو ذاتي يتعلق بتجاربه الخاصة في الحياة ومنها ما هو اجتماعي يرتبط بالواقع الاجتماعي والسياسي والتاريخي والديني والتراثي...و غيرها. فقد أردت أن تتناول دراستي للرواية أهم المرجعيات التي تستند إليها عملية الكتابة الروائية عند الروائي الجزائري، والتي يُمكّن توظيفها في النص من إثراء الرواية وتجسيد هويتها وخصوصيتها الفنية. وهما المقصدان الأساسيان لهذه الدراسة.

Publié dans la revue: