الإدارة الموقفية وتطبيقها في الإدارة العمومية الجزائرية

Résumé: يتميز العالم اليوم بالانفتاح والتفاعل غير المسبوق بشكل اكبر بين الوحدات الرسمية وغير الرسمية، المحلية والدولية ،منظمات عامة ومنظمات خاصة ، أفراد ومجتمعات ..الخ .، فتطور مظاهر العولمة وتوسع الآفاق أدى إلى تأثيرات متزايدة للبيئة بمختلف أشكالها ومصادرها على المنظمات والكيانات الإدارية بمختلف مستوياتها . وان كانت بعض تأثيرات البيئة تدخل في نطاق 'العادية ' والروتينية والمتوقعة ، فان بعض التأثيرات تكون غير متوقعة وفجائية وخطيرة وقد تشكل تحديا وتهديدا للكيان الإداري والمنظمات الإدارية وفي بعض الأحيان حتى على المجتمع ككل على حد وصف المفكر الألماني اولريش بيك للمجتمع ب مجتمع الأزمات في كتاب بنفس العنوان(1986). من هذا المنطلق زادت المقاربات البيئية في الإدارة أهمية ، والذي تدخل ضمنه 'الإدارة الموقفية ' ،خاصة منذ السبعينات من القرن العشرين مع تزايد الانتقادات الموجهة لمدرسة النظم والمداخل التقليدية لدراسة علم الإدارة . للإدارة الموقفية خصائص ايجابية من المرونة والفعالية ويمكن أن تكون لها بعض النقائص والاختلالات في مجال التطبيق .لكنها في النهاية ضرورية لجعل المنظمات الإدارية أكثر حرية وفعالية وأكثر قدرة على التأقلم وإدارة التحديات الناجمة عن البيئة مهما كانت صعبة ،في الجزائر ازدادت الدواعي الموضوعية لجعل الإدارة العمومية أكثر انفتاحا وفعالية وقدرة على التعامل مع متغيرات البيئة وهو حال النموذجين الذي تناولناهما الهيئات المتدخلة في مخطط orsec وكيفية تفعيلها،وكذا اللجنة المستحدثة لإدارة أنفلونزا من أصل الطيور أثناء تفشي هذا المرض على المستوى العالمي بشكل كبير سنة 2006 والاهتمام بالإدارة الموقفية لا يكون بإدارة الظرف بفعالية ومرونة وأسلوب منفتح وربما جديد فحسب ،ولا بالاستعداد المادي فقط ، وإنما يتعدى ذلك إلى الاستعداد النفسي بتشكيل ثقافة للاستعداد والتصرف وبناء خبرات (بإجراء مناورات ) وكذا نظام إنذار واستشعار فعال ، بالإضافة إلى التخطيط الاستراتيجي وتنمية مستدامة تراعي التوازن بين مختلف الأطراف مع اخذ بعين الاعتبار دائما تحديات البيئة مهما كانت مصادرها ،أشكالها ،وقوتها التأثيرية

Publié dans la revue: