آراء الطوفي في التفسير وأصوله من خلال كتابه الإكسير في علم التفسير

Résumé: 1/ يمثل الطوفي منهج الوسط بين أهل الرأي وأهل الحديث والبذرةَ الأولى لأصول التفسير، وقد أثرى مباحثه بآرائه الأصولية العميقة، فمن أصول التفسير التي توسط فيها بين الفرقين: أ-الدليل العقلي القاطع، والتفسير النبوي، والإجماع، وقد جعلها أدلةً للتأويل. ب-تفسير السلف، وأقوال الخلف، والتفسير باللغة، والإسرائيليات. وقد جعلها أدلةً للتفسير على ظاهر اللفظ، وسبب هذا الاعتدال والتوسط في تفسيره هو تِلكُم القاعدة الإكسرية القيّمة وهي: الجمع بين النصوص بتأويل أحدهما، يزول به كثير من التعارض ويحصل به كبير توفيقٍ. 2/ ومن الأمور التي أبدع فيها وفاق غيره بها في أصول التفسير: أ-القطعية والظنية في التفسير تمثل أحد أسس التجديد، وخاصة ما تعلق ببيان مراتب الأقوال حال قبولها، أو معرفة قرائن الترجيح حال التعارض. ب-كيفية الاستفادة من النصوص في التفسير وهو المنهج الأصولي الأمثل الذي لا مناص من الرجوع إليه. ج-أهمية السياق ودلالة اللفظ في إكسير الاجتهاد. د- علم البيان أو ما سماه بقانون البيان أخذ جزءا أكبر في كتابه تقعيداً وتفصيلاً وتمثيلاً واستدلالاً، وهو علم قائم على القرائن والأحوال التي تحف بالنّص من جهة كونه عربياً معجزاً بليغاً، وهو أداة في معرفة أسرار التنزيل والخروج بالاجتهاد في التفسير وهذا من إكسير التفسير خلافا لمساعد الطيار. و-استدراكات الطوفي التفسيرية على علماء البيان أمثال الفراء والزمخشري والرازي وابن الأثير على الخصوص، كان أمرا جليا ومقدّرا حق التقدير؛ وذلك لما جرى عليه العمل أنّ قواعد علماء البيان لا تنتقض حسب ظن البعض، فقد كان مجددا في أدبياته ونقدياته البلاغية والتي لها أثرها التفسيري، وهو ما يعكس نماء الطوفي وقوة علمه في البلاغة. ر-يفتح الطوفي أفاق الاجتهاد في التفسير وفق شروط نص عليها، وهي حصيلة نضجٍ تفسيريٍ أصوليٍ بديعٍ.

Publié dans la revue: