الحروب الاستعلامية بين الجزائر و فرنسا 1954 – 1962

Résumé: يعتبر الاستعلام أحد أهم الأجهزة الأمنية في الفترة المعاصرة، و قد برز بشكل جلي خلال حروب التحرير التي قامت بها الشعوب الأفروأسيوية منتصف القرن العشرين، و في هذا الشأن تعتبر حرب التحرير الجزائرية مثالا واضحا للحرب الاستعلامية التي دارت بين جبهة التحرير الوطني والاستعمار الفرنسي. لقد وظفت الإدارة الاستعمارية كل إمكانياتها الاستعلامية للقضاء على الثورة التحريرية، حيث عملت على تنظيم هيئاتها الاستعلامية و استحداث مصالح جديدة و مكاتب تابعة لجهاز المخابرات الفرنسي في كل القوى الأمنية، و هو الأمر الذي مكنها من تحقيق اختراقات قوية لجيش وجبهة التحرير الوطني و الشعب الجزائري كافة. أما على الضفة الأخرى من الحرب فقد تمكن كل من عبد الحفيظ بوصوف، هواري بومدين، سي الغوثي و أبو الفتح من إنشاء مدرسة للاتصالات كانت الممهد لشبكة استعلامات قوية استطاعت من خلالها الولاية التاريخية الخامسة أن تمد القادة السياسيين و العسكريين بكل ما يحتاجونه من معلومات من خلال شبكات التنصت التابعة لمديرية التوثيق و البحث (DDR) ومديرية اليقظة ومكافحة التجسس (DVCR) اللتان حققتا اختراقا قويا للإدارة الاستعمارية و الجيش الفرنسي، و قد مثلت هذه الحرب الاستعلامية واجهة الصراع بين الجزائر و فرنسا، خاصة بعد انحسار العمليات القتالية بعد 1958.

Publié dans la revue: متون