نقد الوضعية في فلسفة علم المكتبات والمعلومات

Résumé: تبحث هذه الدراسة في نقد مذهب الوضعية في فلسفة علم المكتبات والمعلومات لتعزيز أوجهه الإبستمولوجية وترسيم حدود بحوثه النظرية والتطبيقية. وذلك لأن موضوع هذا العلم، بكونه أحد العلوم الإجتماعية الفائقة، يفتقر إلى جوانب التنظير العلمي التي تهتم بتوجيه مسار البحوث والتطبيق العملي لتحقيق الفهم والإدراك المعرفي للطبيعة المتداخلة لهذا المجال. كما تكمن الأهمية في أن المناهج التعليمية لهذا الميدان ترتكز في الأساس على المفاهيم البراغماتية الصرفة مما يجعل من مهمة النقد المنهجي ذات أبعاد إغترابية تفضى إلى تشويه الممارسة. وقد اعتمد منهج التفكير النقدي ضمن أنساق فلسفة العلم التي يندر إدراجها في مناهج تدريس علم المكتبات والمعلومات بالجامعات. والهدف الجوهري من إعمال هذا المنهج هو إستقصاء العلل الظاهرة والباطنة التي أفضت إلى ضعف قدرة مفكري هذا العلم على إنتاج القوانين والنظريات العلمية المهمة في تقييم وتقويم التطبيق الإمبريقي وإعداد البحوث الأكاديمية. وبذا تسهم الدراسة في الإضافة إلى المعرفة الإنسانية وتحقق التفرد والأصالة الموضوعية في أدبيات علم المكتبات والمعلومات المعاصر. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها هي حدوث تقادم وتجدد لمفاهيم هذا المجال مما يستدعي ربط ذلك بالتنظير الفلسفي العميق في ظل تنامي الحراك نحو التحول من مفهوم المكتبات إلى مفهوم المعلومات في مسمى علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الغربية. وتوصي الدراسة بضرورة تحديث مناهج تدريس هذا الحقل العلمي لنقد النظريات ومختلف مذاهب الفلسفه الأخرى من أجل تنمية مهارات التفكير النقدي وتطوير القوانين والنظريات العلمية المواكبة للتقدم المتسارع في بيئات التكنلوجيا.

Publié dans la revue: دراسات في التنمية والمجتمع