طبيعة نشاط طبيب التخذير في المرافق الاستشفائية العمومية

Résumé: إن موضوع المسؤولية الاطباء المتخصصين يعد من أكثر المواضيع التي أثيرت منذ عهد بعيد و مازال الجدل و النقاش و الاجتهاد في مجال الفقه و التطبيقات القضائية و حتى الحقل الطبي، و من المعروف أن التشريعات الحديثة لم تتعرض للمسؤولية طبيب التخذير بنصوص خاصة بل ترك حكمها للقواعد العامة في المسؤولية ،كما أن الجراحة بشتى أنواعها شهدت تطورات كبيرة و تقدم ملحوظ و لازالت تأتي بما هو جديد بل مبهر في كافة فروعها و تخصصاتها ، و ما أصبح يميزها في نظرة العامة هو تلك الإيجابية و الفعالية التي جعلتها تجاوز مهمتها الاصلية التي هي الوقاية و العلاج من الأمراض و العلل و لقد أضحت الجراحة المجال الخصب و الارحب للأخطاء الطبية كونها تمس بالسلامة الجسدية للإنسان ،و إن كانت من النعم التي حبانا الله بها للعلاج الجذري للداء كما أن الجراحة أضحت من الحالات التي تستوقف النظر و تدعو الى البحث و التأمل فيها، إضافة الى ذلك أن جراح هو القائم بأعمال الجراحة فلابد عليه الاستعانة بمجموعة من المتخصصين و من ضمنهم طبيب التخذير و الانعاش ، فأصبح علم التخذير علما قائما بذاته مستقلا من اكثر التخصصات المنافسة للجراحة ، فلا يقدم الجراح على فعل جراحي دون اخذ موافقة طبيب التخذير سواءا بطريقة التدخل ، أو وقت التدخل أو حتى ابسط الامور المتعلقة ببرمجة العملية الجراحية ، و هذا ما يجعلنا نقر أن مكانة طبيب التخدير لا تقل عن مكانة الطبيب الجراح أو مكانة أي عضو من اعضاء الفريق الطبي أو العلاجي أو الجراحي ، كما ان شعور الرأي العام ازداد فيما يخص وجود ضعف في الحس الإنساني لدى بعض الجراحين في الوقت نفسه نمو سرطاني في الحس التجاري لديهم و مثلما لا يلتقي الايمان مع الكفر ،الجراحة لا تلتقي مع التجارة و عند اللقاء تسود لدى الجراحين نزعة تنمية الثروة المالية بشتى الطرق بدلا من الاستجابة لأوجاع و آلام المرضى.

Publié dans la revue: مجلة المفكر للدراسات القانونية والسياسية