حداثة السرد و البناء في رواية " مرايا الضرير" لواسيني الأعرج
Résumé: تعتبر الرواية سيدة الفنون النثرية، فهي ذلك الفن الذي لا يرضى بالقوالب الجاهزة أو كما يعرف على الرواية العربية أنها رواية تجريبية لا تستقر على شكل محدد، ولا على صفة مطورة، لهذا أرغمت الرواية الجزائرية خاصة نفسها على عتبات الحداثة باعتبار أنها إبداع واقتحام يجذف حتى يؤسس للنفس منزلة. اكتسبت الرواية من قوالب الحداثة ومغامرات التجريب مكانة مرموقة ونقلة مميزة المناحي متعددة المضامين لتصبح مخبرا متسع الأرجاء. ومن دواعي اختياري للموضوع، بعدما تلبست هاجس الكشف والبحث ومتعة القراءة كباحثة، فاخترت خوض غمار تجربة مع الرواية لأنه من أحب الفنون النثرية إلى قلبي وما للرواية من خيال سحري وخفي يجرني إليها. كما أردت أن أكشف عن توغلات ومغامرات الروائي "واسيني الأعرج" ضمن غمار الحداثة والتجريب في رواية من رواياته. ومن هنا جاء عنوان مذكرتي موسوما بـ "حداثة السرد والبناء" في رواية " مرايا الضرير" لـ "واسيني الأعرج"، وما يميز هذا الروائي بين الروائيين هو أسلوبه ومواضيعه المميزة التي بقدر ما تمنحك المتعة، تتحرش بذاكرتك وتوقظ في خلجات نفسك تساؤلات فهي تلك الروايات التي تتكلم عن المسكوت عنه، وتفضح المستور، فتبحر معها لترمي بك على الشاطئ متعبا ومستمتعا. لاقت روايات هذا المبدع دراسات كثيرة منها: "سيميائية الموت" في رواية "سوناتا لأشباح القدس"، والتجريب في روايته "كتاب الأمير". أما ما يطرح للإشكال في روايته "مرايا الضرير" كأنموذج لموضوع مذكرتي فهو كالآتي: 1. أين موقع واسيني الأعرج من تطور هذا الفن الأدبي في استفادته من تقنيات السرد المختلفة؟ 2. هل ألبس واسيني الأعرج لروايته هذه تيمات ليكشف من خلالها عن ملابسات شخصياتها؟ 3. ماذا وظف في تعامله مع المضامين؟ وكيف جعل التماهي بين اللغة مرة وبين اختفاء وظهور السارد مرة أخرى؟ 4. كيف جعل الروائي بناء روايته درامي يتفاعل بفعل الحوار بين الشخصيات؟ ورغبة لبلوغ المراد اعتمدت خطة منهجية جاء ضمنها: مدخل يضم تعريفا لمصطلح الحداثة لغة واصطلاحا من مختلف آراء الباحثين والنقاد ثم مصطلح التجريب لغة واصطلاحا وعن وقوع الرواية ضمن دائرته. أما الفصل الأول المعنون بـ "حداثة السرد" فقد تضمن مبحثين: الأول في العتبات السردية ليتصدر العنوان أولى هذه العتبات والذي يحمل ثنائية ضدية "مرايا الضرير" تنعكس بنيتها على المضمون، ثم عتبة العنوان الثانوي فالفرعي ليعرف بجنس الرواية، وجاء من العتبات أيضا: اسم الكاتب والإهداء ووظائفه ثم عتبات المقولتين والشكر وانتهاءا بالتعليق الذاتي المتأخر، كما ضم المبحث السارد باعتباره تقنية لبناء العمل السردي ليجمع بين تخفيه تحت مظلة ضمير الغائب "هو" ثم ظهوره كشاهد على أحداث ورؤية لشخصيات أما عن اتخاذه لثنائية الوجود كراو حاضر بضمير "الأنا" ثم مشاركته في أحداث الرواية ليكون بطلا لها، فقد جعلته مؤشرا للحداثة. أما عن التماهي السيري باعتباره آلية فقد كان لباسا للغة الروائية بين لغة عربية فصحى في مقاطع وبين لغة عامية أو دارجة لغرض ما ثم بين لغة فرنسية لغرض التفسير. أما المبحث الثاني جاء في البنى الموضوعاتية فقد ضم هو الآخر الأيديولوجية كمصطلح ثم إبراز أيديولوجية الروائي واسيني الأعرج بأنها رمزية ثورية وموقفا اتجاه الفساد والفتنة، أما عن التيمات باعتبارها أفكار لتظهر في كل من تيمة الانتقام وتيمة الخيانة ثم تيمة الخوف. واختتم الفصل في هذا المبحث باللغة المسرودة التي اكتسبت دفقة حيوية ذات رمزية وإيحاء لمعان ومرادفات كثيرة. أما الفصل الثاني والموسوم بـ "حداثة البناء" فقد تضمن مبحثين: الأول في بينة الفضاء النصي ليتصدر بالألوان مفهوما لها ثم تطبيقا على الرواية التي تحمل على جوانبها اللون الأبيض واللون الأزرق واللون الأخضر، ثم العناوين باعتبارها مصاحبة للرواية التي يحمل كل فصل فيها عنوان (العود الأبدي، إرادة القوة ، خفة الكائن، من أعلى القمة، ما وراء الخير والشر) فقد أدرجت لكل عنوان من فصل ملخصا له لإبراز معنى العنوان. كما ضم المبحث الزمن بمفهومه الاصطلاحي واختلافه عند الروائيين فـ "مرايا الضرير" نهضت بتداخل الحاضر مع الماضي والمستقبل في ضوء يشع بالمفارقات الزمنية بين استرجاع ثم استباق لأحداث مع تقنيات تسريع السرد ثم إبطاء له. والمكان بمفهومه الفني ثم انقسامه إلى أماكن مفتوحة وأماكن مغلقة. أما المبحث الثاني جاء في النزوع الدرامي لتحتل الدراما بناء الرواية باعتبارها جنس يتفاعل مع غيره من الأجناس لتنمي بذورها وتزيل اللثام بفعل الحوار بين الشخصيات وأحداثها المتسقة البناء ثم غير بعيد عن الشخصية كمحور لبناء رواية "مرايا الضرير" لتشكل ملامح البيئة الجزائرية والواقع المعيش حتى تحدد أبعاد المجتمع بلغة درامية. اختتمت هذه الفصول بخاتمة ضمت نتائج نذكر منها: 1. العنوان من أولى العتبات النصية لذا كان دافعا أمام القارئ في رواية "مرايا الضرير" يجعله يتوغل ليسبح بين أجزاء فصولها ليكتشف أنها رواية العبث الساخرة. 2. المرآة صورة للواقع المأساوي والضرير صورة للنظام السياسي الذي فقد شرعيته وهي رمزية تعمل بعمق المرآة والذاكرة لتحول المنفى في المعنى والذاكرة. 3. اعتمد واسيني الأعرج تقنية التماهي بين اختفاء وظهور السارد ثم بين اللغة العربية واللغة العامية. 4. كان الخوف تيمة أدرجها واسيني لتعبر عن الهاجس النفسي لشخصية أمير زوالي من الاغتيال. 5. جعل واسيني الأعرج روايته مبنى للدراما وحصنا لفن الحوار بين مختلف شخصياته. وتبعا للموضوع المختار فقد اعتمدت على المنهج البنيوي لتحليل البنى السردية مع الاستفادة من المنهج السيميائي حتى أكشف عن دلالات ومعاني عتبات الرواية. كما تزودت بقائمة من المراجع التي تعد بصيرة للأدب العربي ومنها: " يمنى العيد: تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي. " حسين خمري: نظرية النص من بنية المعنى إلى سيميائية الدال، إضافة إلى مراجع أخرى.
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!