شلمنصر الثالث 858-824ق.م
Résumé: تمهيد تعد الحضارة الآشورية واحدة من أبرز الحضارات التي نشأت في منطقة الشرق الأدنى وبالتحديد في منطقة بلاد الرافدين. ويعود الفضل في نجاح هذه الحضارة إلى السياسة القيادية اللامعة للملوك والقادة الحاكمين فيها، ومن بينهم الملك شلمنصر الثالث الذي حكم من 858-824 قبل الميلاد الذي هو موضوع الدراسة . قد تميز هذا الملك بقوته العسكرية ودبلوماسيته، حيث أطلق عليه لقب "ملك العالم" و "ملك الجهات الأربع". وقد تمكن من تثبيت أركان الدولة وتوطيد أمنها الداخلي، كما اتسعت سيادتهم إلى مناطق وبقاع شاسعة بسبب سياسته العسكرية التوسعية في جميع الجهات، وكان إدارياً من الدرجة التي تثير الإعجاب. حيث خلدت حولياته الملكية أنباء انتصاراته الباهرة في جميع الجهات، إضافة إلى منجزاته الفنية والمعمارية التي شهدتها عاصمته كالخ(نمرود) وآشور .ومن هنا جاء اختيار الموضوع للدراسة، لقد لعب "شلمنصر-الثالث" دورا مهما في تاريخ الحضارة الآشورية، حيث اتسمت شخصيته بمميزات فريدة وصفات قيادية رائدة، إذ استثمر بجدارة قدرات أبيه "آشور-ناصربال-الثاني" وجده "توكولتي-نينورتا" وعمل على توجيهها نحو تمتين قوته، ومواجهة التمردات والاضطرابات الداخلية والخارجية. وبما أن الموضوع يدرس حول المنجزات السياسية والحضارية للملك الآشوري "شلمنصر-الثالث" وضعت إشكالية رئيسية حوله، وهي كالآتي: - ماهي منجزات الملك "شلمنصر-الثالث السياسية والحضارية؟ إن هذه الإشكالية الرئيسية تندرج منها تساؤلات عديدة، نطرح منها: - ماهي الأدوار التاريخية التي مر بها الآشوريون؟ - كيف كانت أوضاع آشور وبلاد الرافدين قبل "شلمنصر-الثالث"؟ - من هو "شلمنصر-الثالث"؟ وكيف كانت سياسته وحملاته العسكرية؟: أسباب الدراسة للتاريخ الآشوري وشخصية الملك "شلمنصر-الثالث" ، أسباب ذاتية الميول والشغف لدراسة تاريخ بلاد ما بين النهرين، والرغبة في الاطلاع على التاريخ الحافل بالمنجزات والمخلفات الحضارية الهائلة في شتى المجالات وتحليل شخصية الملك ومنجزاته الحضارية في بلاد ما بين النهرين وبلاد آشور خاصة أسباب موضوعية: تم إجراء هذه الدراسة لإبراز معالم شخصية الملك "شلمنصر-الثالث"، نظرًا لأن الكثير من الشخصيات التاريخية لم تلق الاهتمام الكافي والدراسة اللازمة، على الرغم من أنها تمتلك معطيات هامة وتركت بصمتها على التاريخ الآشوري القديم، بينما كانت شخصيات أخرى قد تلقت اهتمامًا كبيرًا من قبل المؤرخين وعلماء الآثار. وكان الهدف من الموضوع هو الدور المهم الذي لعبه الملك "شلمنصر-الثالث" في تاريخ الشرق الأدنى القديم خلال حكمه، حيث اتسمت شخصيته بالقيادية وسياسته التوسعية التي شهدها العالم القديم، إضافة إلى كفاءته في تنظيم واصلاحات الادارة الآشورية والأقاليم التابعة لها. فبحكم أن الموضوع تاريخي كان لزاما علي اعتماد المنهج الوصفي لتقرير الأحداث والوقائع التاريخية، وذلك من خلال تسليط الضوء أولا على بلاد آشور والتعريف بها وأهم الملوك الذين تعاقبوا عليها مع التركيز الشديد على شخصية الملك "شلمنصر-الثالث" من خلال التطرق إلى اسمه ونسبه وألقابه، إلى جانب الوقوف على جوانب مهمة ساهمت في تكوين شخصيته، وكل ما يتعلق بمنجزاته الحضارية في بلاد ما بين النهرين عامة وبلاد آشور خاصة. أما المنهج التحليلي فقد ساعدني على القراءة بين السطور في كتابات المؤرخين والدارسين لتاريخ الحضارة الآشورية في مختلف الكتب التي كتبوها عن أحداث ووقائع تاريخية نسبية أو قريبة إلى الحقيقة إن أمكن ذلك. لقد تم تقسم الموضوع المراد دراسته إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة تغطي جل ما توصلت إليه الدراسة، تناول الفصل الأول الامبراطورية الآشورية، قسمته إلى أربعة مباحث، فالمبحث الأول تناول السكان والتسمية، والمبحث الثاني مبينا الموقع الجغرافي لآشور، المبحث الثالث ذكرت فيها المراحل التاريخية للدولة الآشورية أما المبحث الرابع تناول الأوضاع السياسية قبل اعتلاء الملك "شلمنصر-الثالث" في آشور وبلاد الرافدين. أما الفصل الثاني فقد تناولت فيه المنجزات السياسية للملك الآشوري "شلمنصر-الثالث"، وتم تقسيمه إلى ثلاثة مباحث، حيث ورد في المبحث الأول اسم "شلمنصر-الثالث" ونسبه وألقابه، أما المبحث الثاني تناول اعتلاء الملك "شلمنصر-الثالث" العرش، والمبحث الثالث حول سياسة الملك "شلمنصر-الثالث" وحملاته العسكرية. وفي الفصل الثالث تضمن المنجزات الحضارية للملك الآشوري "شلمنصر-الثالث"، حيث تناول ثلاثة مباحث، في المبحث الأول الحياة الاقتصادية، والمبحث الثاني ذكر فيه الحياة الاجتماعية، أما المبحث الثالث فقد تناول الحياة الثقافية والدينية. وختمت بحثي بخاتمة، وهي استنتاجات حول الانجازات الحضارية التي قام بها الملك الآشوري "شلمنصر-الثالث". ومن المراجع العربية والمترجمة للعربية التي أفادتني على دراسة هذا الموضوع إلى درجة وردت فيها معلومات قيمة عن موضوع البحث نذكر منها: - طه باقر مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الأول الطبعة الثانية. - عامر سليمان، العراق في التاريخ القديم، ج1. - جورج رو، العراق القديم. - علي شحيلات وعبد العزيز إلياس الحمداني مختصر تاريخ العراق تاريخ العراق القديم الجزء الرابع. - أندريه بارو، بلاد آشور نينوى وبابل. - نبيلة محمد عبد الحليم، معالم العصر التاريخي في العراق القديم. - برهان الدين دلو حضارة مصر والعراق (التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي). بالإضافة إلى الموسوعات منها (موسوعة الموصل الحضارية، موسوعة حضارة العراق، موسوعة مصر القديمة)، وغيرهم من الكتب، بالإضافة إلى الرسائل العلمية والمجلات والمقالات التي تتحدث عن مختلف الجوانب الحضارية للإمبراطورية الآشورية. وككل الدراسات واجهتني بعض الصعوبات منها: - تشابه المعلومات في بعص الكتب التي تم جمعها، - تداخل معطيات الموضوع وصعوبة فصلها، مما أدى إلى اللجوء إلى التكرار. يمكن القول ان الملك الآشوري (آشور-ناصر-بال-الثاني) نجح في ربط أواصر الإمبراطورية وتوسيعها بشكل كبير، وكان من أشهر الملوك الآشورين. قد ترك إمبراطورية عظيمة لإبنه شلمنصر الثالث الذي نجح أيضاً في توسيع الإمبراطورية وتعزيز السلطة الآشورية. وقد تمثل الجانب السياسي والعسكري والإداري في فترة حكم الملك الآشوري "شلمنصر-الثالث" في فرض سيطرته وسياسته العسكرية الداخلية والخارجية على بلدان الشرق الأدنى القديم ومواجهة أي خطر أو تهديد أجنبي يمس الدولة الآشورية، وذلك لتقويتها وتوسيعها. وتمثلت هذه السياسة في تنامي القوة العسكرية بالدرجة الأولى وإخماد الاضطرابات الداخلية والخارجية في المقاطعات والأقاليم التابعة للدولة الآشورية. وكا حولصة او تقديم نظرة شاملة عن الملك الآشوري شلمنصر الثالث، تم التطرق إلى عدة جوانب من حياته وعهده الحكمي. ومن بين هذه الجوانب: • سياسة التوسع والتمدد العسكري التي اتبعها والتي أدت إلى سيطرته على عدة مناطق وطرق تجارية مهمة. • الغنائم كمصدر رئيسي للدخل الاقتصادي لدولته. • النشاط الاقتصادي في عهده وتنوعه ما بين الصناعة والزراعة والتجارة. • التنظيم الطبقي للجانب الاجتماعي في دولته والدور السياسي والاجتماعي للمرأة الآشورية. • الجانب الثقافي والفني والمعماري والديني في عهده وتم تمثيله في مختلف التماثيل والقصور والمعابد التي بناها وحافظ عليها. باختصار، كان شلمنصر الثالث ليس مجرد قائد حربي، بل كان حاكمًا متعدد الجوانب ومتنوع الاهتمامات في دولته الآشورية
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!