التربية الديمقراطية والفكر العربي، من توريد المفهوم إلى تنبيت الفكرة

Résumé: إن التربية الديمقراطية ليست بحد ذاتها نظاما أو برنامجا تربويا واحدا موحّدا، وإنما هي الخطاطات العقلانية الأوليّة الكبرى، لاستنبات وإبداع منهج تربوي وطني، يتيح المساواة التامة في الفرص بين المواطنين، ويضمن بنفس القدر جودة الخدمة التربوية للجميع.ومن أجل تحقيق هذا الرّهان فإن التربية الديمقراطية، كما عرّفها جون ديوي John DEWEY أو باولو فرايريPolo Freire أو بيار بورديو Pierre Bourdieu في جوهرها مقاومة لجميع أشكال إعادة إنتاج القهر والاستغلال الثقافي والاقتصادي والسياسي داخل المجتمع. وبقدر ما تجتهد هذه التربية الديمقراطية في بناء قيم معرفية، فإنها بنفس القدر تجتهد في بناء قيم المواطنة وحقوق الأفراد والعدالة الاجتماعية، وكونية الإنسان. ومعيار انتماء الأنظمة التربوية إلى هذا البراديغم، كمى وكيفي في الآن نفسه، ويتعلق بمخرجات النظام ونجاعته في التكوين والتأهيل والتثقيف والإعداد للمشاركة الإيجابية في الحياة الاجتماعية للجميع على نفس درجة المساواة.

Publié dans la revue: سلسلة الأنوار