التمثلات البصرية للعلامة الصوتية مقاربة سيميائية

Résumé: تتوجه الدراسة صوب الخوض في أفق بحثي متجدد، ينبثق عن رواسب المساءلات التي أفرزها حقل الاشتغال السيميائي الذي يجنح إلى تقصى أثر العلامة وتمثلاتها وتكشف الحمولات الدلالية التي تؤديها ضمن خطية الأنساق الخطابية والتواصلية اللغوية وغير اللغوية. ولئن كان الاشتغال على العلامة البصرية قد حاز على صدارة الحضور، انطلاقا من السلطة التي تمنحها ملكة المدرك البصري في تفكيك المدلولات وتتبع أثر المسلك التأويلي لسميوزيس المعنى، فإن ملكة الكلام ظلت دائمة التفلت وعسيرة القبض، بالنظر إلى طبيعتها المادية وخصوصيتيها الأكوستيكية غير المضطردة، غير أن الوثبة المهمة التي شهدتها دراسات مادة الصوت بخاصة في الميدان الإجرائي والمخبرى حين تمكنت من تثبيت هيئات الكلام والصوت عبر تمثيلات وصور طيفية، قد فتحت أفاقا جديدة في طرائق تحليل وقراءة أنساق الخطاب المنطوق باعتباره شكلا بصريا يمكن إخضاعه إلى ذات المناويل الإجرائية للسميائيات التي خاضت في تمثلات العلامة التي تؤديها أنساق الصورة والأشكال المرئية، وقد أكد جاك فوناتي عن إمكانية مباشرة هذا المبحث، لو أتيحت لنا إمكانية حصر اختلافات طابع الصوت وذلك من خلال تحديد التباينات التي نلمحها في النطاقات التلفظية للحزم الصوتية، ومن ثمة فإننا سنتمكن حتما إلى التعامل مع أي مجتزأ صوتي بعد تثبيته وتصويره طيفيا بوصفه نسقا بصريا قابلا لتحليل محولاته الدلالية ووظائفه التواصلية.

Publié dans la revue: مجلة سيميائيات