آليات التلقي في شعر منصور الشامسي من منظور نظرية القراءة

Résumé: ما يقصد من مفهوم التلقي هو؛ الاستقبال، إعادة إنتاج، التكيّف، الاستيعاب، التقييم النقدي لمنتوج أدبي أو لعناصره بإدماجه في علاقات أوسع. فعملية التلقي إضافة إلى كونها فعل استقبال إلا أنها ترتكز على إحداث نصوص موازية منبثقة عن النص الأصلي من خلال تعدد القراءات تدعم الفكرة المهيمنة على روح النص الأصلي وتزج به في فضاء مفتوح ولامتناه لقراءات لا حصر لها. يعتبر القارئ وفق نظرية التلقي الركيزة الأساسية في عملية إنتاج النص وكشف مداليله الكامنة، إذ أن القارئ تتم على يده عملية خلق النص أو إعادة خلقه من جديد وتكتمل أبعاد العمل الفني بواسطة اللمسات الأخيرة التي يضعها القارئ على جوانب النص وفق تجربته ومن خلال أدواته الفنية. والقراءة تشير إلى عملية إدراك وتحديد وتخزين للعلامات تسبق كل تحليل للمحتوى، كما أنها إنطاق للذات بما هو خبيء في غياهب المجهول. من أبرز رواد نظرية التلقي الذين اعتمدنا على آرائهم في دراستنا هذه هم هانز روبرت ياوس الذي خصص في رؤيته المطروحة حيزا متسعا للقارئ ومكانة جديرة بالاهتمام، وفولفغانغ أيزر الذي اهتم بصفة خاصة بكيفية إنتاج المعنى عند القارئ، وكيفية القيام بصياغة التفسيرات والتأويلات. يعتبر منصور جاسم الشامسي الشاعر الإماراتي المعاصر – الذي اخترنا ديوانيه "سرى وأسرار" و"ممالك النخلة" موضوعا لدراستنا – من الشعراء المعاصرين الذين أولوا اهتماما خاصا في توظيف العناصر الرمزية والتقنيات الفنية والعناصر البيئية في تجربته الشعرية، وقد تناولنا في دراستنا هذه عناوين مجموعاته الشعرية الواردة في ديوانيه بقراءة تحليلية واستجلينا الجوانب الفنية الواردة فيها من منظور نظرية القراءة، وقد في المحور الثاني من الدراسة مفهوم أفق التوقع ودوره في نصوصه الشعرية والمواضع التي تؤدي إلى كسر لأفق توقع القارئ وأفق انتظاره، وفي المحور الثالث ناقشنا الجانب الرمزي في نصوص الشاعر وأهم العناصر التي بدا لنا دورها الرمزي أكثر وضوحا من غيرها في نصوصه هي النخلة والبحر والصحراء وحاولنا أن نكشف ما استجليناه من مداليلها الرمزية الكامنة في خبايا النص، وأما في المحور الرابع فقد تناولنا الفجوات والمساحات الفراغية في نصوص الشاعر ليبرز دور القارئ في عملية خلق العمل الفني أو المساهمة في خلقه أكثر.

Publié dans la revue: الاكاديمية للدراسات الاجتماعية و الانسانية