" استثمار الخرائط الذهنية في تعليم القواعد الإملائية - الطور الابتدائي "أنموذجا

Résumé: يهتم الباحثون في ميدان التربية والتعليم بالتجديد والتطوير المستمر لأساليب التعليم وطرائقه، لكي تلائم التحديات الصعبة، التي برزت نتيجة النمو السريع للمعرفة الإنسانية في عصر التكنولوجيا والانفجار المعرفي الحاصل في وقتنا الحالي، فالمجتمعات بحاجة الى بناء عقول واعية قادرة على التكيف مع هذا التغيير، وسبيل أي مجتمع لبناء هذا النوع من العقول هو التربية والتعليم، والوسيلة الرئيسة لتحقيق ذلك هي المناهج الدراسية ودعمها بالطرائق الملائمة لها، ومن اجل تعليم التلميذ كيف يفكر، برزت العديد من استراتيجيات التدريس والطرائق النشطة الحديثة، كان من أهمها استراتيجية الخرائط الذهنيةالّتي تسهم في فهم واستيعاب المفاهيم والمعلومات للمتعلم، وتوضّح البناء المعرفي والمهاري للمعلّم وتصمّم هيكلا مبسّطا من المعرفة المعقّدة، بطريقة تربوية مشوّقة تخدم عمليّتي التَّعليم والتَّعلم على حد سواء. وبما أنَّ نشاط القواعد الإملائيَّة يعدُّ من أهم أنشطةتعليم اللُّغة العربية وتعلمها، فقد واجه العديد من الصُّعوبات في تدريسه من قبل المعلّم خصوصا في الطورالابتدائيّة، وهذا ماجعلنا نختارموضوع الخريطة الذهنية كاستراتيجية لتدريس نشاط القواعد الإملائية. وقد انطلقت هذه الدّراسة من الإشكاليَّة الرَّئيسة الآتية: ما مدى فاعليَّة استثمار الخرائط الذهنيَّة في تعليم نشاط القواعد الإملائيَّة لدى تلاميذ الطَّور الابتدائي؟ وتندرج تحت هذه الإشكالية تساؤلات فرعية أهمها:  ماذا يقصدبالخرائط الذهنيَّة؟  فيمتتمثل أهميَّتها وأهدافها في العملية التعليمية التعلمية ؟  إلى أي مدى أسهمت استراتيجية الخريطة الذهنية في تيسير تعليم نشاط القواعد الإملائية وتعلمه في الطور الابتدائي ؟ ومن ثمة فإن ماطرحناه سابقا يجعلنا نفترض أهمّ الاحتمالات التي يمكن أن تندرج في صميم الإشكال للوصول فيالأخير الى نتيجة قد تثبت او تدحض ماانطلقنا منه، وافتراضاتنا هي كالتالي: 1- ربما تساعد الخريطة الذهنية على تبسيط المعارف على المتعلمين وتنمي مهارات عقلية مختلفة. 2- تسهم استراتيجية الخرائط الذهنية في تذليل الصعوبات التي تواجه كلا من المعلم والمتعلم في العملية التعليمية التعلمية. ولمقتضيات الموضوع جاء هذا البحث في مدخل ومقدمة ثم فصلين الأول نظري والثاني تطبيقي تليهما خاتمة البحث تناولنا في المدخل أهم المفاهيم والمصطلحات التي ترتكز عليها العمليّة التّعليميّة التعلمية جاء الفصل الأول بعنوان الخرائط الذهنية والقواعد الاملائية، اشتمل على محثين الأول عنون ب ماهية الخرائط الذهنية من حيث تعريفها، نشأتها استخداماتها وانواعها وفوائدها اما المبحث الثاني فخصصناه للقواعد الاملائية من حيث تعريفها، أصل نشأتها، أنواع الاملاء وأسباب الضعف الاملائي لدى التلاميذ في الطور الابتدائي ولكي يكون البحث أكثر دقة وموضوعية زودناه بجانب تطبيقي عنون ب فاعلية استثمار الخرائط الذهنية في تعليم القواعد الاملائية تضمن ثلاثة مباحث، تطرقنا في المبحث الأول الى عرض نماذج من القواعد الاملائية على هيئة خرائط ذهنية يليه المبحث الثاني الذي جاء لتبيين اثر تجسيد الخرائط الذهنية في تدريس القواعد الاملائية. والمبحث الثالث والأخير قمنا فيه بإجراء دراسة ميدانية تم من خلالها توزيع استبانة على مجموعة من أساتذة التعليم الابتدائي في مدراس بلدية عين بوسيف ولاية المدية اين تم تحليلها ودراستها باستخدام النظام الاحصائيsps »« وفي الأخير أنهينا البحث بخاتمة تضمنت أهم النَّتائج المستخلصة في البحث، كما قمنا بتقديم مجموعة من التوصيات والاقتراحات التي من شأنها أن تسهم في تيسير العملية التعليميةالتعلمية. وقد اعتمدنا في بحثنا هذا على المنهج الوصفي التَّحليلي باعتباره الأنسب لطبيعة هذه الدّراسة، كما استعنا بالمنهج الإحصائي في الدراسة الميدانية لإحصاء آراء الأساتذة وتفسيرها. وفي الختام ومن خلال دراستنا النظرية والميدانية التي أجريناها على هذا الموضوع يمكننا استخلاص أهم نتائج البحث في النقاط الآتية: • إنّ توظيف كل ما هو جديد من وسائل تربوية حديثة لتعليم نشاط الإملاء، يسهم في تقريب هذا العلم للنّاشئة وتحفيزهم على الإقبال عليه. • تعتبر الخرائط الذّهنيّة من أنجع الوسائل لتعليم الإملاء واستيعاب أطرافه خاصة في الطّور الثاني(السنة الثالثة، الرابعة، الخامسة). • تساعد تقنية الخريطة الذّهنيّة على توفير الوقت والجهد للمعلّم، كما تيسّر له تقديم الدروس بسهولة، وتضمن مشاركة كل المتعلمين في الحصة. • تضيف جوا من الحماس والحيوية على الدّرس، فلا يشعر المتعلّم بالملل أثناء تلقّيه للقاعدة الإملائية. • أما بالنسبة للاقتراحات والتوصيات التي نراها ذات فائدة في العملية التعليمية التعلمية نذكر مايلي: • 1-ضرورة إدراج تعلم الخرائط الذهنية في المقررات الدراسية، أو على الأقل الإشارة إلى فائدتها وتوظيفها من طرف المعلمين. • 2-عدم الاكتفاء بالوسائل التي نص عليها المنهاج فقط، بل يجب التطلع على مختلف الاستراتيجيات الفعالة في مجال التعليم حتى يتسنى تطبيقها في الفعل التعليمي التعلمي. • 3-التوعية المستمرة للمعلمين بأهمية الخرائط الذهنية وفاعليتها في تعليم أنشطة اللغة العربية.

Publié dans la revue: