المواقف العربية من الثورة الجزائرية مصر وسوريا أنموذجا( 1954-1962)

Résumé: انطلقت ثورة التحرير الجزائرية بإمكانيات مادية محدودة وأحيانا معدومة، لكن بإرادة قوية مشحونة بقيم ومبادئ وثوابت شعب وحضارة أمة لها إطارها العربي والإسلامي، لم تواجه الجزائر فقط دولة استعمارية تقليدية، بل واجهت قوة استعمارية استيطانية مدعمة بقوى كبرى لم تكن تهدف لاستغلال الإمكانيات المادية للجزائر فحسب، بل تعمل على محو الوجود التاريخي والحضاري لها ، وفي ظل هذه الظروف التي كانت تحيط بالثورة الجزائرية كان لا بد من العمل على تدعيم العمل العسكري بالعمل الدبلوماسي لتهيئة قاعدة محكمة لمواجهة هذا الاستعمار، ولتحقيق هذا كان لا بد من كسب تعاون الكثير من الدول العربية وتضافر الجهود الحكومية والشعبية، والذي اختلفت أشكاله وتعددت أحجامه وتفاوتت حسب إمكانيات البلدان المساعدة من الدعم الدبلوماسي والمادي إلى الدعم الإعلامي، وبهذا فقد لقيت الثورة الجزائرية دعما كبيرا سواء من المغرب العربي أو المشرق العربي، هذا الأخير الذي لم يكن بمعزل عما يدور في الجزائر خاصة منه مصر وسوريا اللذان سخرا جل إمكانياتهم لمساندة القضية الجزائرية سواء محليا أو دوليا، لتقتنع عندها فرنسا أنها أمام ثورة جزائرية خاصة وعربية عامة، وان مواجهتها صعبة تتطلب إستراتيجية شاملة للقضاء عليها.

Publié dans la revue: