النشاط الحرفي والتجاري في الغرب الإسلامي

Résumé: يعالج السند البيداغوجي الموسوم بالنشاط الحرفي والتجاري في الغرب الإسلامي الأنشطة الحرفية والتجارية التي عرفها الغرب الإسلامي طوال العصر الوسيط و قد تناولت الدروس التي تضمنها هذا السند الحرفة والتجارة في الفكر الإسلامي من حيث الدلالة والوظيفة وكذا النظم التي طبقت على هذه الأنشطة الاقتصادية بغية تحقيق المصالح العامة للمجتمع المسلم والتي لخصت بالأساس في نظام الحسبة التي نظمت الأسواق والحرف في الغرب الإسلامي كما في المشرق الإسلامي بما يحقق مصلحة المشتري والبائع على حد سواء، أو حقوق الطرفين معا وفق القاعدة الأصولية العامة " لا ضرر ولا ضرار " ، وقد احتوت هذه الدروس جملة من المعطيات الاقتصادية المتعلقة بالتاريخ الاقتصادي للغرب الإسلامي في الفترة الوسيطية أهمها العوامل المتحكمة والمؤثرة على النشاط الحرفي والتجاري ومدى مساهمة حكام الدول التي تعاقبت على حكم الغرب الإسلامي بما فيها بلاد الأندلس في تحقيق الازدهار الاقتصادي بالنظر إلى إمكانيات ذلك العصر . وتجدر الإشارة إلى أن النشاط الحرفي أو الصناعي ساهم بفعالية في ازدهار النشاط التجاري في كامل أقطار الغرب الإسلامي ،فكان من نتائج هذه المساهمة ظهور ونمو مراكز صناعية وتجارية اعتبرت في حد ذاتها مظهرا من مظاهر التكامل الاقتصادي بين هذه الأقطار، إن جاز لنا القول، واكبه نوع من التنافس بين دول الغرب الإسلامي في هذا المجال، لا سيما فيما يتعلق بالصناعات النسيجية حيث نجد الكثير من المدن قد قدمت أحسن ما لديها مثل القيروان وتلمسان وفاس وغيرها. أما عن عالمية التجارة الخارجية للغرب الإسلامي فتبينها خريطة التبادل التجاري مع المشرق الإسلامي ومع أوربا ومع السودان الغربي الذي تميز بخصوصية معينة في التبادل التجاري من حيث طبيعة المبادلات التجارية ونعني تجارة الذهب التي أكسبت هذه المنطقة حيوية تجارية لا يمكن الاستغناء عنها، شأنها في ذلك شأن منطقة الخليج العربي فيما يتعلق بالبترول في عصرنا هذا ، علما بأن موقع الغرب الإسلامي جعله يتبوأ مكانة تجارية عالمية هامة باعتباره مثل وسيطا تجاريا بين الدول المتعامل معها ، وقد أخذنا المغرب الأوسط في عهد الدولة الزيانية أنوذجا عن حركية التبادل التجاري للغرب الإسلامي في العصر الوسيط وهذا هو الهدف العام من خلال تدريس هذا المقياس للطلبة .

Publié dans la revue: