أوضاع شمال إفريقيا أثناء الاحتلال الوندالي و البيزنطي من القرن 05 إلى القرن 07 ميلادي

Résumé: اقتضت الأوضاع الرومانية خلال القرن الخامس للميلاد وما خلفته من تراجع وتدهور، حتمية زوال هذه الامبراطورية بما فيها شمال إفريقيا ودخول هذه الأخيرة في عهد جديد من تاريخها عرف بالتواجد الوندالي ما بين 429 - 533 م . تميزت اوضاع إفريقيا الوندالية بالسلم في بدايات عهد الوندال في المنطقة ويرجع ذلك إلى السياسة السلمية التي عمل بها الملك الوندالي جينسريك التي تخدم مصالحه ومصالح القبائل المحلية، وسوف تشهد المرحلة التي تلت وفاته ثورات منتشرة من طرف القبائل المحلية وسوف تستمر طيلة الفترة البيزنطية اللاحقة، كان هدف البيزنطيين إثر حملتهم على شمال إفريقيا هو استرجاع أملاك أسلافهم الرومان كون هذه المنطقة كانت مقاطعة رومانية هامة من الدرجة الأولى. تميزت أوضاع إفريقيا البيزنطية بالتراجع الاقتصادي وسوء الأحوال الاجتماعية نظرا لسياسة الاستنزاف التعسفية لثروات المنطقة التي عمل بها البيزنطيين وهي شبيهة بالسياسة الرومانية في المنطقة. عجل الفتح الإسلامي سقوط البيزنطيين في شمال إفريقيا بعد اكتساحهم مصر وبرقة والعمل على نشر الدين الإسلامي في كامل بقاع إفريقيا وجاء الدور على شمالها حتى حدود المحيط الأطلسي. اشترك الاحتلالين الوندالي والبيزنطي في عدة نقاط تشابه من خلال تأثيرهما على الواقع الاقتصادي والاجتماعي لشمال إفريقيا، وذلك أن كلاهما مستعمر يستنزف خيرات المنطقة والموقف المحلي المعادي التي تميز به السكان المحليين اتجاه هذه السياسة، إلا أننا نجد اختلاف بينهما من ناحية طبيعة السياسة الاستعمارية حيث نلاحظ وجود نوع من اللين والسلم في السياسة الوندالية وهذا يختلف عن قرينتها البيزنطية التي اتسمت بالعنف والعدوانية.

Publié dans la revue: