العولمة والتنمية المستدامة

Résumé: تعتبر مسألة تحقيق التنمية المستدامة، مسؤولية مشتركة لجميع أعضاء المجتمع الدولي، لاسيما في ظل عالم يتعاظم فيه قوة السوق ويتزايد دور المؤسسات المالية العالمية والشركات المتعددة الجنسيات، وعليه بات من الضروري التكيف وإدارة العولمة بطريقة تدعم التنمية المستدامة لصالح الأجيال الحالية والمقبلة،فقد أوضح تقرير" مستقبلنا المشترك" لعام 1987 الصادر عن اللجنة العالمية للتنمية المستدامة أن نموذج التنمية الحالي يعد فاشلا وذلك بسبب تزايد الفقر وتفاقم التدهور البيئي في العالم. كما أكد إعلان ريو للبيئة والتنمية لعام 1992 على أهمية إيجاد نظام اقتصادي عالمي يحقق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة لكل دول العالم، كما يحقق أفضل تعامل مع المشكلات البيئية. ولما كانت العولمة هي تلك الموجة الجارفة من التغيرات التي تمس جوانب عديدة من جوانب الحياة، سياسية، اقتصادية، ثقافية واجتماعية، فالعولمة جعلت التنمية المستدامة وحماية البيئة بعد عالميا، وهدفا مشتركا، فمن جهة أدت العولمة للتأثير السلبي على التنمية المستدامة والبيئة. ومن جهة أخرى قامت بتدويل الجهود الدولية للارتقاء بحمايتها، عبر مشاركة الأطراف الفعالة من الشركات المتعددة الجنسيات، من خلال المساهمة في تفعيل البعد البيئي، والدور الإيجابي للتنظيمات غير الحكومية، وتمويل المؤسسات المالية العالمية لمشاريع حماية البيئة والنهوض بالتنمية المستدامة، باعتبار أن مشاكل التنمية والبيئية لا تعرف حدود.

Publié dans la revue: مجلة المفكر للدراسات القانونية والسياسية