السياسة التعليمية الفرنسية في الصحراء الجزائرية 1880-1914م

Résumé: تعتبر السیاسة التعلیمیة الفرنسیة في الجز ا ئر نوع من الغزو الفكري الذي یعمل على  إستمرار و توسع الإستعمار لأن فرنسا أ رت من الضروري الإعتماد على التعلیم، هو الضمان الوحید للسیطرة على الجز ا ئر عامة و الصحر ا ء خاصة.إن التعلیم في الزوایا و المساجد و الكتاتیب كان البدیل الوحید الذي وقف في وجه  سیاسة التجهیل الفرنسیة و هو شكل من أشكال التعبیر عن الذات فبقدر ما كانت المدرسة الفرنسیة في الصح ا رء الج ا زئریة بعیدة كل البعد عن الشعب و معادیا لمطامحه و متنكرة لواقعه، كانت المدرسة التقلیدیة ملتسقة بالشعب و نابعة من إحساسه بتمایزه عن المستعمر ورغبته في إحتفاظه بإنتمائه العربي الإسلامي.لجأت السلطات الإستعماریة إلى نوع آخر من التعلیم هو التعلیم التنصیري الذي لم  یقتصر على الشمال الجز ا ئري فقط بل إمتد إلى الصحر ا ء الجز ا ئریة حیث تضاعفت جهود الكنیسة لتعلیم الجز ا ئریین المسیحیة محاولة في ذلك إضعاف الإسلام.الشخصیات التي كان لها الدور الكبیر للترویج لهذا النوع من التعلیم شارل دي فوكو، و هذا الأخیر شخصیة إستعماریة مزدوجة الأدوار، فهو من المنصرین الفرنسیین الذین إضطلعوا بدور كبیر في دعم و خدمة الإحتلال العسكري الفرنسي. كان للسیاسة التعلیمیة الفرنسیة في الصح ا رء الج ا زئریة ردود فعل مختلفة، حیث رد أهالي الجنوب الجز ا ئري على سیاسة الإستعمار بمقاطعته للثقافة الفرنسیة و مؤسساتها، التعلیمیة المسیحیة و إعتبرها البعض إستمر ا ر للحروب الصلیبیة و تثبیت الوجود الفرنسي بالجزا ئر لأنها كانت تهدف إلى فرنسة و تنصیر الجز ا ئریین و إبعادهم عن هویتهم العربیة الإسلامیة.

Publié dans la revue: