الحماسة في شعر أبي الطيب المتنبي

Résumé: يعد العصر العباسي عصرا ذهبيا اشتغل فيه الفكر فازدهرت الفنون والعلوم والأدب بظهور الترجمة والنقل، وعاش العصر صراعات داخلية وخارجية، ساهمت في تطور الحياة من كل جوانبها السياسية، الاجتماعية، الفكرية، فالأدب هو المرآة العاكسة لأي عصر فمن خلاله نرحل ونسافر ونعيش ذلك العصر وخاصة مع المختارات الشعرية، التي عبر فيها الشاعر العباسي عما يختلج نفسه من حزن أو غضب أو فرح. فشعراءه تمايزوا بحسهم العالي والروح الثورية، فامتزجت الحماسة بالفخر والمدح، والرثاء، والهجاء...إلخ فصنعوا لنا شعرا جذبا تسـتصيغه الآذان، ولعل من شعراء الحس الثوري أبو نمام والبحتري اللذان أعطياها جانبا في دواوينهم وأبو الطيب المتنبي الذي أحب الحرب من صباه وكان ثائرا على ما يعانيه مجتمعة من آلام، فطغت على شعره تلك الروح الثورية- فكيف تجلت الحماسة في الشعر ومتى اصطلح طيها حماسة؟ وكيف كان حس الثورة عند المتنبي وتحت أي موضوعات اندرج؟ وكيف بنيت القصيدة عند المتنبي؟ معتمدة في دراستي على المنهج الفني لمعرفة جماليات النص الشعري ولتحليل البنية الداخلية والخارجية له رمن لغة، وصور بيانية، وإيقاع، وتراكيب، .....إلخ. لئكتشف سر هذه الصنعة وروعة هذا الإبداع كما تخلل موضوعي المنهج التاريخي وبناءا على ما تقدم ارتأيت تقسيم بحثي إلى مدخل وفصلين ففي المدخل الموسوم ب؛ نبذة عن حياة المتنبي وملامح عن شخصية تحدثت عن سيرة حياته، ثقافته، ديوانه، وقضية نسبه وادعائه النبوة وشخصيته وخلصت إلى أن أبا الطيب المتنبي عاش رحالة، ذا ثقافة كبيرة، له شخصية عظيمة طموحة، متكبرة، ثائرة، اختلف النقاد حول نسبه وادعائه النبوة، وكانت تضرب به المثل في الحكمة والدهاء أما في الفصل الأول تطرقت إلى مفهوم الحماسة (لغة واصطلاحا)نشأة المصطلح وتداوله، تطور الحماسة فى العصر الجاهلى الإسلامى والعباسى، ثم عرفت البنية والنص الأدبي استنتجت أن الحماسة مصطلح نشأ في العصر العباسي مع أبي تمام الذي قسم الشعر إلى موضوعات من بينها الحماسة، وأن الحماسة فن تواجد منذ العصور الأولى إلا أنه لم يطفو إلى السطح بل بقي مضمحل في الأغراض الأخرى. أما في الفصل الثاني والذي قسمته إلى جزئين الجزء الأول تحدثت عن الظروف الداخلية المتعلقة بعلاقة المتنبي بالحماسة، والظروف الخارجية المتمثة في ظروف عصره، ثم الجزء الثاني الذي تحدثت فيه عن الجانب التطبيقي فاندرجت تحته البنية التركيبية والإيقاعية والحقول الدلالية والصورة البيانية وطبقت على قصيدة الحدث الحمراء للمتنبي واستخلصت أن العصر العباسي زاخر باكون والعلوم، عاش صراعات داخلية وخارجية انعكست على الأدب. أراد المتنبي من خلال شعره توصيل رسالة هي الثورة من أجل استرجاع الحرية، فرفض الظلم والضعف ومجد القوة، أراد عودت الحكم إلى العرب. عاش المتنبي في بيئة صعبة، فجاءت ألفاظه مركبة فسيحة المعنى غامضة معانيه صعبة، نجد في كليهما الجزالة والفخامة والمتانة، كما استخدم الصورة البيانية بكثرة، حيث تعدى في البيت الواحدة صورة واحدة وتعددت الحقول الدلالية، وتناغمت الأصوات في شعره، وتفاخمت المعاني وتجانست الألفاظ فجاء شعره صورة لعصره، وخاصة في عهد سيف الدولة الحمداني. وختمت بخاتمة ضمنتها جملة من النتائج ومن الصعوبات التي واجهتني ضيق الوقت وعدم استقراري على موضوع واحد وصعوبة فهم الحماسة.

Publié dans la revue: