مجزرة ملوزة (بني يلمان)28 ماي1957 بين الحقيقة التاريخية والتوظيف السياسي

Résumé: بني يلمان من المناطق التي أسالت من الحبر الكثير، وتناولها العديد ممَّن كتبوا عن تاريخ الجزائر الحديث، ولكن ذِكْر هذه المنطقة كان منحصرا فقط في ما وقع من أحداث أثناء الثورة التحريرية الكبرى تحت اسم "مجزرة ملوزة"، فقد أسدل ستار النِسيان و الإهمال على الدور العظيم والمشرف الذي لعبه عرش بني يلمان في التاريخ الجزائري على مر العصور، منذ قدوم يلمان بن محمد الشريف فاتحا للوسط الجزائري في القرن الرابع هجري، ثم وقوف بنو يلمان في صف الدولة الحمادية ومناصرتها وحمايتها زهاء قرن من الزمن، حتى قيام الدولة الزيانية على يد يغمراسن بن زيان وما لحقها من صراعات وكيف نصرها بنو يلمان، إلى غاية دخول الأتراك ووقوف بني يلمان في وجه المد التركي، ثم دخول الاستعمار الفرنسي ودور بني يلمان في صده، حيث كانت حاضرة في جميع المقاومات من مقاومة الأمير إلى ثورة التحرير، فقد كانت قصبة بني يلمان عاصمة لثورة الشيخ المقراني والحداد، وشوكة في حلق المحتل الفرنسي أثناء الثورة المباركة، وكانت حصنا منيعا وملجأ للمجاهدين حيث خاض سكانها أول معركة في المنطقة والمعروفة باسم معركة "بوخدي"، هذا الدور المشرف لبني يلمان والعداء الدائم للمحتل الفرنسي جعل هذا الأخير يخطط لإخضاعها والانتقام من سكانها، فكان له ذلك بارتكابه لمجزرة بشعة راح ضحيتها 375 يلماني أعزل، معظمهم من الشيوخ والأطفال والمرضى، أطلقت عليها السلطات الفرنسية اسم "ملوزة" تزويرا للحقيقة، ونجحت بذلك في طمس كل إسهاماتهم في التاريخ الجزائري،فبقيت بني يلمان تعاني من لعنة المجزرة إلى يومنا هذا،وأصبحت توصف بالخيانة وهي التي كانت قلعة الجهاد وبيت الشرف ومنارة العلم والعلماء

Publié dans la revue: