خطاب المقامة لدى الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي : مقاربة تداولية

Résumé: إنّ سعينا لتطبيق الإجراء التداولي لتحليل خطاب المقامة المناظرة بين العلم والجهل لصاحبها الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي الجزائري -رحمه الله- عائد إلى ما توصّلت إليه الأبحاث التداولية في تحليل الخطاب، من خلال أفنان هذه الدراسة التي تبحث في كيفية استعمال المرسل للغة لأبعاد براغماتية علمية تتبلور حول ما يحدثه هذا الاستعمال من أثر في متلقي الخطاب، وبناء عليه حاولنا من خلال هذه الدراسة الموسومة بعنوان: خطاب المقامة لدى الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي الجزائري -مقاربة تداولية-، رصد المقاصد المختلفة التي سعى إليها كاتبها. كما أنّ الدرس التداولي سعى إلى إرساء قواعد ومناهج لدراسة الحدث الكلامي بكلّ أشكاله، وذلك بدراسة الظاهرة اللغوية بجوانبها الاتصالية المقامية، حيث انطلق من الاستخدام لا من النظام، عكس المدارس اللغوية التقليدية التي عنت بالنظام القواعدي وأهملت الاستخدام الفعلي للغة، فالجانب الأخير من هذه المذكرة: خطاب المقامة المناظرة بين العلم والجهل -مقاربة تداولية- يعتبر أهم فصل تضمنته هذه الدراسة، بوصفه جاء كمحاولة لتقصي المرامي المختلفة التي كان يهدف إليها الشيخ الديسي، وللوقوف على ذلك عكفنا على دراسة الأفعال الكلامية، والحجاج في خطاب المناظرة. سعيا منا إلى رصد ما تضمنه هذا الخطاب من أبعاد ومقاصد لغوية تفاعلية بين كاتبها ومتلقيها. كما أننا خلصنا من خلال هذه الدراسة إلى فكرة جوهرية مفادها ربط الفعل الكلامي بالموقف الكلامي ومحيطه اللغوي وغير اللغوي من عادات وتقاليد وأعراف اجتماعية أو بما يعرف بملابسات السياق وظروفه المختلفة، عند العرب الذين أشاروا إلى طبيعة اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعية، وهو مالم تتفطن إليه الدراسات اللغوية الغربية إلا حديثًا. كما يهمنا أن نشير في الأخير إلى أنّ الظاهرة اللغوية بشكل عام قائمة على البعد المقصدي، الذي لابد من توافره في أي عملية تواصلية ودوره الكبير في تشكيل الخطاب عامة، والخطاب الأدبي منه خاصة من أجل تحقيق هدف مسطر مسبق مخطط له، وإيصال معنى معين أي المعنى المقصود الذي يسعى إليه المرسل سعيًا حثيثًا.

Publié dans la revue: