إقتصاد المعرفة في الجزائر

Résumé: يشهد الاقتصاد العالمي الراهن نمطا اقتصاديا جديدا يختلف في مفهومه عن الأسس والمبادئ التقليدية للاقتصاد الصناعي الذي ظهر في أعقاب الثورة الصناعية، ويهتم هذا النمط الاقتصادي الجديد بتثمين المعرفة بوصفها أهم مورد في الاقتصاد، حيث بات مستقرا أن المعرفة عنصر جوهري من عناصر الإنتاج ومحدد رئيسي للإنتاجية، خاصة بالنسبة للنشاطات الإنتاجية كثيفة المعرفة، التي أصبحت معقل القدرة التنافسية على الصعيد العالمي، كما أصبحت الاقتصاديات المتقدة تشتق بشكل متزايد قسما معتبرا من دخلها من المعدلات المرتفعة للاستثمار في المعرفة والتكنولوجيا، والإنفاق على البحث والتطوير، وأدى هذا التوجه الجديد إلى سيادة اتجاه عالمي نحو الاستزادة من المعرفة وتطوير سبل الحصول عليها ونشرها واستخدامها لتطوير الأفراد والمجتمعات، وتحقيق الرقي الاقتصادي، وتوجيهها نحو العملية الاقتصادية والإبداع والابتكار، وفي ضوء هذه المتغيرات العالمية أصبحت الدول النامية بشكل عام والجزائر على وجه الخصوص بحاجة ماسة إلى تطوير نماذج للنمو الاقتصادي المستدام، قادرة على تخطي مواردها المحدودة، وتطوير اقتصاديات المعرفة لديها. تهدف هذه الدراسة إلى معرفة مدى استعداد الاقتصاد الجزائري، للتحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة واستكشاف الفرص والمتطلبات اللازمة لذلك، وهذا في ضوء دعائم اقتصاد المعرفة الأربعة الأساسية التي حددها البنك العالمي (عمالة متعلقة ومؤهلة، هياكل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، البحث والتطوير والنظام الاقتصادي والمؤسساتي)، حيث نقوم بتحليل أهم مؤشرات اقتصاد المعرفة في الجزائر، لأجل رسملة والحفاظ على نقاط القوة والامتياز، ومحاولة تخطي نواحي الضعف والخلل.

Publié dans la revue: