وجوب مراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ صحة البشر في تجارب لقاحات فيروس كوفيد 19

Résumé: الشريعة الإسلامية عبر نصوصها من القرآن الكريم والسنة النبوية أشارت إلى بعض ما يتعلق بالطب والحفاظ على صحة الإنسان، في شكل قواعد وآداب عامة، وتركت للعقل الإنساني المؤهل والمختص أن يبحث ويكتشف ويطور من أساليبه، كما حثت على تعلم الطب، وممارسته بما يعود بالمصلحة على الإنسان. والطب من وجهة نظر الشرع هو من عالم الأسباب التي ينبغي الأخذ بها للمحافظة على سلامة أبداننا وصحتها، فهو يحفظ الجسم ويدفع عنه الأمراض والأسقام بإذن الله تعالى، ونظرا لأهمية الطب والعلاج وعلاقته بالصحة العامة جعلته الشريعة من واجبات الدولة تجاه مواطنيها، فهي مسؤولة بالإشراف على تدابير الوقاية والعلاج، وتكوين المختصين في ذلك، ومراقبة ومتابعة صحة الناس وجلب الدواء اللازم للمرضى. وقد وضعت الشريعة عدة قواعد التي يجب مراعاتها عند استعمال الأدوية ومنها اللقاحات ضد الوباء وفيروس كوفيد19 للوقاية والعلاج، كقاعدة إزالة الضرر، وقاعدة اختيار أهون الضررين أو أخف الشرين، وقاعدة المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، وقاعدة المشقة تجلب التيسير. كما أمرت بالأخذ بكل ما من شأنه أن يقلل من خطر الأوبئة أو يوقفها أو يقي منها كاللقاحات والأدوية وغيرها. كما أرشدت الناس بجملة من الوصايا للوقاية من خطر انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة، كالتباعد، والحجر الصحي، وعدم السفر إلى الأماكن التي تنتشر فيها الأوبئة. فالشريعة الإسلامية تجعل الفرد مسؤولا على صحته، وتجعل الدولة مسؤولة على الصحة العامة للمواطنين، ويجب عليها اتخاذ كل التدابير الوقائية والعلاجية للقضاء على الأمراض ومنع تفشي الأوبئة والفيروسات المعدية.

Publié dans la revue: مجلة البحوث في العقود و قانون الأعمال