توظيف التاريخي في روايات عز الدين جلاوجي

Résumé: العلاقة بين التاريخ والفن الروائي علاقة متكاملة وحميمية، لذا كان الغرض من كتابه الروايات هو إيصال رسائل تاريخيه تحتوي موضوعات متنوعة وبطريقه فنيه تصور الواقع المعاش وربطه بالماضي، لإبراز أحداث التاريخ المصيرية التي تثبت الهوية الجزائرية، من خلال فنون القول وتقنيات التعبير لتشويق المتلقي والتأثير فيه، فيشكل اشتغال الروائي الجزائري على التاريخ بمختلف أنواعها ومصادره رؤية حداثية، رؤية التجريب على المستوى الخطابي والدلالي بالتمرد على أنماط وتقنيات الكتابة الروائية التقليدية، فهي إذن الرواية الجديدة كما أطلق عليها اسم التخييل التاريخي هي رواية حديثة تبحث عن الانزياح والتخيل، انطلاقا من المرجعية الواقعية و قياسا على ما سبق وعند الوقوف على نماذج لروايات جزائرية فبتأكيد نجدها تتنوع في طريقه توظيف أحداث التاريخ ومضامينه،وفي كيفية أسلبة البنى الروائية القصيرة انطلاقا من الواقع إلى المتخيل، ليأخذ الخطاب شكلا فنيا جماليا وللوقوف على تحليل ذلك اخترنا عنوانا لموضوع الدراسة تمثل في: توظيف التاريخي في روايات عز الدين جلاوجي. ومن جمله التساؤلات التي حركت أذهاننا لإعداد هذه الدراسة وكتابة هذا البحث هي: كيف يتقاطع التاريخ باعتباره واقع و الرواية باعتبارها تخييلا من خلال الروايات الثلاثة: " حوبه ورحلة البحث عن المهدي المنتظر" " رأس المحنة"، " العشق المقدنس"، وما هي الآليات التي اشتغل عليها الروائي لإعادة بعث التاريخ من جديد في الروايات؟ وما هي أبعاد ذلك؟ وهي إشكاليات كثيرا ما تطرح من طرف القارئ لما يشتته التدخل بين القصة والتاريخ وقد حاز في الذهن فرضيه التحقيق الروائي للآليات الفنية، حتى لا يبقى التاريخ الموظف جاف ومن خلال تلك الإشكاليات تمحورت دراستنا لإثبات صحة الفرضية، من خلال النتائج ونظرا لما لهذه الدراسة من الأهمية فبإمكانه المساهمة في الكشف عن التجديد والتطور الذي ميز الكتابة عند جلاو جي، و خاصة تجربته في التعامل مع انساق الخطاب التاريخي عند مزجه بالسرد الروائي كما انه يفتح المجال للاستفادة من السرد الوظيفي قصد دراسة علميه جادة تفيد القارئ. ومن اجل الدراسة الواعية استدعى البحث المنهج النسقي من بنيوي وسميائي كما استدعى منهج سوسيولوجي لاستنباط الدلالة وعلى هذا الأساس تم تقسيم خطتنا إلى مدخل بعنوان المتخيل التاريخي في الروايات العربية، وهو عبارة عن جانب نظري تطرقنا فيه إلى تعريف التاريخ واستندنا إلى تعريف ابن خلدون الذي جمع بين الفن والعلم ثم اجبنا على إشكاليه هل يبقى التاريخ تاريخا إذا حل بالكتابة الأدبية؟ وكانت الإجابة من خلال التفريق بين التاريخ والتاريخي، كما تطرقنا إلى توضيح في إيجاز علاقة الرواية بالتاريخ وعلاقة الروائي بالمؤرخ، هي اشكالات تعلقت بالفرق بين الأدب وعلم التاريخ، وفي نفس العنصر عرجنا على تحول هذا النوع من الرواية التي توظف التاريخ ففرقنا بين الرواية التاريخية ورواية التخييل التاريخي، كما تطرقنا إلى موضوع التجريب واشكاله في الروايه الجزائريه فعرفنا التجريب ثم قدمنا نماذج من روايات جزائريه اتخذت من التجريب طريقا لإثبات الذات، ومن مظاهر التجريب اشتغال الروايات على التاريخ ونقله إلى العالم الداخلي للرواية عملا بأجناس الرواية ويظهر من خلال كتابات أحلام مستغانمي ومرزاق بقطاش وروايات محمد ساري ومحمد مفلاح وغيره كما لم ننسى صاحب المدونات التي قمت بدراستها من خلال ذكر مختلف أثاره الروائية التي استلهمت التاريخ ووظفته بطريقه فنية. الفصل الأول عنوناه ب"مرجعيات السرد التاريخي في الروايات" سنتطرق فيه إلى تعريف المرجع والمرجعية ثم نستنتج مرجعيات التاريخي لكل رواية على حدى. كما أننا في الفصل الثاني موسم بتقنيات توظيف التاريخي في الروايات درسنا الآليات التي احتكم إليها جلاوجي لبناء خطاباته وكيف وظفها للاستفادة من التاريخ. وفي الفصل الثالث بعنوان البعد الدلالي للتاريخي في الروايات فسنبين دلاله المكونات الأساسية للخطاب وعلاقتها ببعضها، بتوظيف المنهج السيميائي الذي يسمح بفتح أبواب على الدلالة عن طريق استخراج البرامج السرديه للعوامل وتتبع منطق المسار السردي يناء الحالات والتحولات وصولا إلى اكتشاف الثنائيات الضدية التي تكشف عن الدلالة.

Publié dans la revue: