العلوم الطبية في الغرب الإسلامي خلال عهد الموحدي( 6 ـــ 7 ه/ 12 ـــ 13 م)

Résumé: نستخلص من خلال هذا البحث أن الفضل في نشأة العلوم الطبية ببلاد الغرب الاسلامي يعود إلى المشرق العربي التي عرفت قفزة نوعية في هذا المجال. بفضل الاطلاع على خبرات الأمم المفتوحة وقيام المشارقة بترجمة الكتب الطبية اليونانية إلى اللغة العربية. واستفادة بلاد المغرب من هذا التطور الكبير الذي عرف علم الطب عن طريق ما وفد عليها من أطباء، حملوا معهم كتبا في تخصصهم. وعلى رأس هؤلاء إسحاق بن عمران الذي ترجع المصادر الفضل في إدخال علم الطب والفلسفة إلى هذه البلاد. وعمل الأغالبة على تطوير هذا العلم. وذلك باستقطاب علمائه. وتشجيعهم على ممارسة مهنة التطبيب وكذلك على تأليف الكتب وتدريس. وشهدت فترة الموحدون نوعا من التنافس ساهمت فيه عدة عوامل أبرزها سياسة الأمراء في تشجيع الطب والأطباء، حيث كان نبغاء هاته المهنة يعملون في القصور و منازل الملوك وساهمت ثمرة هذا التنافس في تطور الطب وازدهاره وقد شكل زخما معرفيا أكد استقلالية الغرب الاسلامي على عهد الموحدين في مجال العلوم الطبية. كما انتشرت العديد من الأوبئة والأمراض التي كانت تحصد أرواح الكثيرين، في حين عمل خلفاء وأمراء الموحدين بالتدابير اللازمة للتصدي لهذه الأوبئة من خلال توفير وسائل العلاج، حيث قاموا ببناء البيماريستانات وجهزوها بكل ما يلزمها، وفي هذه الفترة لجأ العامة من الناس إلى العطارين لأخذ بنصائحهم وما يبيعونه من أعشاب طبية كما توجهوا إلى الطب النبوي ( الطب الوقائي – الرقاة – الحمية الغذائية ). وبرزت عدة مؤلفات طبية في هذا العصر نتيجة سهر ودعم الخلفاء للأطباء والصيادلة في مجال التأليف. ونظرا لاهتمام الخلفاء بالثقافة و السماح للأجناس المختلفة بممارسة النشاط الثقافي برز علماء من أهل الذمة الذين عاشوا في كنف الدولة الموحدية من اليهود و النصارى حيث تمكنوا من التألق وكتبوا في الفلسفة والعلوم الطبيعية والطب. وكان الطب يدرس في عهد الدولة الموحدية خاصة بعد استحداث نظام التعليم الإجباري وتم تعميم المؤسسات العلمية من مساجد وكتاتيب ومدارس حتى أصبحت المدن تعج بالحواضر العلمية في العالم الإسلامي.

Publié dans la revue: