تقنيات الإقناع في الخطاب الديني وآلياته التداولية – دراسة في إستراتيجية التواصل اللساني

Résumé: إن مهمة الخطاب الإقناعي مهما كان نوعه - وبالأخص الديني- مهمة شاقة لا ريب في ذلك ، ومشقته تكمن في أنه ينبغي أن يتصف بالقدر الكافي من البيان والفصاحة والقوة الإقناعية القادرة على تصحيح الفكر وتصويبه. والخطاب الديني – وخصوصا المسجدي- في صوره أشد فاعلية في نفوس الجماهير من أي أسلوب تواصلي آخر لأنه يؤدي رسالة تعتمد على حمل السامعين إلى المراد بمخاطبة وجدانهم والتأثير في عواطفهم واستدراجهم بالأسلوب الساحر والصوت العذب المتردد انخفاضا وارتفاعا وإثارة وهدوءا... إضافة إلى استحضار السياق بكل ملابساته وبعناصره المكونة له والتي تسهم بشكل مباشر في توجيه الخطاب ومقصديته، والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاثة معايير: 1)- المعيار الاجتماعي : وهي العلاقة بين طرفي الخطاب (المخاطب والمخاطب) بناءا على مجموعة من الشروط التي من الضروري توفرها في الطرفين. 2)- المعيار اللغوي: وهو شكل الخطاب الذي لا يتجلى إلاّ باللّغة المنطوقة التي تضم مجموعة استراتيجيات يحددها الخطيب حتى يتم بها تحقيق الإقناع. 3)- معيار هدف الخطاب: الخطيب لا يتكلم إلاّ لقصد معين يتحقق بإتباع آليات معينة وأدوات بعينها (آليات متعلقة بشخص الخطيب، بالرسالة ، بالسياق...إلخ)، رغبة منه في تحقيق التأثير المرغوب. أما نتائج البحث فتكمن في: - رصد آليات وتقنيات الإقناع بمختلف أنواعها . - رصد وتحديد استراتيجيات الخطاب المتنوعة التي تفيد في مجملها الإقناع. - الكشف عما يضبط العملية الخطابية بموضوعاتها ومقاصدها المتعددة باعتبارها عملية اتصالية بالدرجة الأولى تفيد الإقناع و الثأتير. - الكشف عن الآليات التداولية التي تفسر كيفيات إدراك منطوق الخطاب الديني ودلالاته وأغراضه. -تحديد مقصدية الأفعال الكلامية التي لا تظهر إلا من خلال سياق الحال الذي ترد فيه،و الذي تستمد من خلاله مشروعيتها و أثرها .- - تحديد مختلف أركان العملية الخطابية (الإتصالية) ومختلف العناصر السياقية و الحالية والمقامية التي تضبطها.

Publié dans la revue: