دور منظمات المجتمع المدني الجزائري في تنمية ثقافة المواطنة في ظل الانفتاح السياسي - دراسة حالة الكشافة الإسلامية الجزائرية -

Résumé: إن تنمية ثقافة المواطنة يعني الانتقال بها من مجرد معرفة نظرية إلى ممارسة فعلية، يتم فيها تعزيز القيم الوطنية والاجتماعية، التي يعيش في كنفها الأفراد في ظل التعايش والتسامح والمساواة، وهي من المهام الجوهرية للدولة التي تسعى إلى تحقيقها من خلال سياساتها المختلفة ومؤسساتها الرسمية، لكنها لا تستطيع القيام بهذه الوظيفة المهمة لوحدها، بل يجب دعمها من بعض الفواعل الأساسية وعلى رأسها المجتمع المدني. يتموقع المجتمع المدني بين الدولة بمؤسساتها الرسمية والأسرة ببنيتها التقليدية، ويساهم من خلال منظماته المختلفة، في دعم الجهود الحكومية للوفاء بالتزاماتها اتجاه شعوبها في شتى المجالات، ويضطلع بالعديد من الوظائف والأنشطة التي تعنى بتقديم الخدمات للمواطنين، ويقوم بجهود لا تنكر في تنمية ثقافة المواطنة، حيث أن منظماته التي تتميز بالطوعية تساهم في تنمية القيم الوطنية والاجتماعية في نفوس الأفراد، كما أنها تساهم في تنمية معارفهم ومهاراتهم التي تمكنهم من ممارسة حقوقهم وواجباتهم، وتجعلهم أكثر وعيا بالتحديات التي تواجه أوطانهم، إضافة إلى أنها تجعل المواطنين أكثر تحمسا للمشاركة في الشأن العام، وبالتي فهي تنتقل بهم من الحالة الفردية إلى حالة المواطنة، التي تتميز بغلبة الأهداف الجماعية على الأهداف الفردية. تساهم الكشافة الإسلامية الجزائرية بوصفها واحدة من أكبر منظمات المجتمع المدني الجزائري، في هذه العملية بشكل ملموس خاصة منذ الانفتاح السياسي الذي عرفته البلاد، ذلك أنها منظمة شبابية تربوية بالأساس، ويظهر من خلال القوانين والطريقة الكشفية التي تتبعها، إضافة إلى المناهج التربوية التي تعتمدها المكانة الأساسية لتنمية ثقافة المواطنة، غير أن هذه المنظمة شأنها شأن منظمات المجتمع المدني الجزائري عموما، تعاني من بعض التحديات التي قد تعيقها عن تحقيق الأهداف المنشودة بالكفاءة اللازمة، وهو ما يدفع إلى التفكير الجدي وتضافر الجهود الرسمية وغير الرسمية لتذليلها والتقليص من تأثيراتها للحصول على أداء أفضل ونتائج أحسن

Publié dans la revue: