تقنيات الاعلام الرقمي وأثرها على التواصل داخل الاسرة الجزائرية

Résumé: يعتبر المجتمع الجزائري أحد المجتمعات القليلة التي نجحت في الحفاظ على مقومات أصالتها وذلك رغم التغيير السريع الذي يشهده العالم الحديث، فمنظومة القيم التي تميز كل مجتمع لم تبق على اصولها وهذا ما أثر بطريقة مباشرة على النواة الاولى في المجتمع ألا وهي الاسرة،على غرار ذلك لا يزال المجتمع الجزائري مهتما بالحفاظ على وصل شمل الاسرة ولازلنا نشاهد تلك الاسر الكبيرة التي لم تنفك عن الاجتماع وتبادل الاراء في العديد من الامور المهمة والتي تدعم روابطها،رغم ذلك فإن بوادر التغيير بدأت تجلوا وبدأ النمط العام للأسرة يتغير وأضحت الاسر الصغيرة او قليلة الافراد تتزايد بنقص عدد الولادات،فتغير وضع الاسرة من حيث الحجم ونمط العيش وتغيرت كذلك العادات التي كانت تسود الاسر ذات الطابع الاوسع،ولم يقتصر التغيير على نمط العائلة من حيث تعدادها وعاداتها ولكن مس صلبها ونواتها ألا وهو التواصل الاسري،يعرفه العديد من الباحثين على انه الاتصال بين الزوجين أو بين الوالدين والأبناء والذي يتخذ عدة أشكال تواصلية، كالحوار والتشاور والتفاهم والإقناع والإنفاق والتعاون والتوجيه والمساعدة،ان العوامل التي تأثر في التواصل الاسري تكاد لا تحصى منها ماله تأثير مباشر كظاهرة الطلاق والعنف الاسري والبعض الاخر له تأثير غير مباشر كتقنيات الاعلام والتكنولوجيات الحديثة وهو موضوع مداخلتنا،فبالرغم من ان التكنولوجيا حملت معها التطور وجعلت الحياة اكثر سهولة وعمدة الى اختزال الوقت والمسافة إلا انها في الحقيقة أثرة في الاسرة بطريقة سلبية، ولعل الترسبات الناجمة عن ادمان هذه الوسائل التقنية هو حجر الزاوية في الانشطار الانفلات التي تعيشه عائلاتنا، فمن الملاحظ ان تقنيات الاتصال وسعة دائرة الاتصال خارج الاسرة إلا انها أدت وبطريقة فعالة الى حصر الخناق عليها داخليا أي داخل الأسرة، وحتى نعالج بعض جوانب هذا الموضوع طرحنا التساؤلات الآتية: 1-ما هي مميزات الاسرة الجزائرية؟ وكيف يتم التواصل داخلها؟ 2-ما هي اهم تقنيات الاعلام المستعملة من طرف الاسرة الجزائرية؟ وكيف تأِثر هذه الاخيرة على التواصل داخل الاسرة؟

Publié dans la revue: مجلة أنثروبولوجية الأديان