بنية الخطاب الشعري من منظور النقد العربي المعاصـر يوسف الخال أنموذجا

Résumé: تقوم هذه الدراسة النقدية على مقولة محورية ، مفادها أ ن تعريف الحداثة ببضع كلمات ليس بالأمر السهل ، وأن تعدد تياراتها وتنوع مشاربها يجعل من تحديدها بتعريف واحد ضربا من المستحيل . ما يهمنا هو التيار الحداثي عند الأدباء العرب ، وتسليط الضوء على رائدهم يوسف الخال ، وتعد مجلة شعر المنبر الذي عبر من خلاله عن منهجه الحداثي فقد كانت تسعى إلى التعريف بالشعر الحديث وذلك استجابة منه لإحساس عميق بأنه ما ينقص الحركة الشعرية الجديدة هو التعريف بها ، وإيمانا منه كذلك بأن الجديد دائما غامض يحتاج إلى توضيح ، فموضوع الحداثة الشعرية هو الموضوع الأكثر حرارة في النقد العربي المعاصر . ولعل هذا ينهض من أهمية الحداثة نفسها وإذا كانت نتاج الغرب فهذا لا يعني أنه لم توجد حداثة قبل حداثة أوربا ، فالإنجاز الذي حققته الثقافة العربية في العصر العباسي أنها استطاعت خلق أنماط جديدة من الثقافة بمزجها مكونات عربية من شعر جاهلي ومكونات إسلامية مع ثقافات اليونان والهند وفارس فشكلت عتبة حداثية هامة في تاريخ العرب .‏ وهي عند يوسف الخال رؤية كاملة للوجود ، لقد جعل منها حركة تتخطى الأزمنة ، كما أنها ليست زيا خارجيا يقتبسه الإنسان ، وإنما هي عقلية جديدة تتجاوز الظاهر إلى الباطن . وهي توغل في روح العصر وموقف جديد من قضايا الحياة . وهو ينطلق في تحديده للكتابة الجديدة من خلال موازنته بين الكتابة التقليدية والجديدة ومفهوم قصيدة النثر بالمعنى الحديث كان نتيجة المثاقفة مع الغرب ، ولم يأت نتاج تطور طبيعي في الشعر العربي ، علما بأن محاولات كثيرة طرأت على الشعر العربي منذ القديم ، على صعيد الشكل والمضمون ، لقد تسلل هذا الشكل الكتابي إلى حياتنا الأدبية وصار جزء من مشهد ثقافتنا الشعرية المعاصرة لقد مضى أكثر من نصف قرن على ظهور قصيدة النثر كظاهرة جديدة في الشعر العربي ، وقد لاقت الاعتراض ،كما اهتم بها آخرون ورأوا فيها قصيدة المستقبل .

Publié dans la revue: