الالتزام في الشعر الجزائري المعاصر "محمد بلقاسم خمار" أنموذجا

Résumé: ملخص الشاعر الملتزم حقا، هو الشاعر الذي ینبع التزامه من قلبه وكیانه، فیعبر عن مشاعر الآخرین، فیكون شعره هو الأصل والصورة معا لحیاتهم في ذلك المجتمع، حیث ظهر هذا التیار في الوطن العربي بعد الحرب العالمیة الأولى، وذلك نتیجة الظروف القاسیة التي عاشها الإنسان في تلك الفترة. كانت ثورة أول نوفمبر 1954 في الجزائر هي الدافع الأساسي لظهور الكثیر من الشعراء الملتزمین بقضیة الوطن، ومن بین هؤلاء الشعراء: محمد بلقاسم خمار، الذي رصد أحداث الثورة الجزائریة والتزم بتدوینها في شعره، فكانت دواوینه الشعریة بمثابة سجل للأحداث التاریخیة التي وقعت في الجزائر، والتزم من خلال قصائده أیضا بتوعیة الشعب الجزائري وتشجیعه على مقاومة المستعمر. كذلك التزم خمار إلى جانب قضایا الثورة الجزائریة بالقضایا العربیة والإنسانیة وتأتي في مقدمتهم القضیة الفلسطینیة. أما بالنسبة للجانب الفني من شعر خمار، فقد تنوع القالب الشعري بین الشعر الحر والشعر العمودي، وكان یغلب على شعره القالب العمودي، كما استعمل لغة حماسیة خطابیة وتنوع معجمه الشعري بین ألفاظ دالة على الثورة والجهاد وألفاظ دالة على الحسرة والألم وألفاظ دالة على النصر. حیث اختار خمار أسلوبا مباشرا في التعبیر عن قضایا الالتزام في شعره، فاستعمل ضمیر المتكلم بكثرة، واستعمل الأسالیب الإنشائیة كأسلوب النداء والاستفهام والأمر، كما جاءت قصائده ثریة بالمشتقات المتمثلة في اسم الفاعل واسم المفعول وصیغ المبالغة والصفة المشبهة، وكذلك برزت ظاهرة التكرار بكثرة في شعره، واستعمل خمار الأدوات البلاغیة القدیمة في رسم صور شعریة كالتشبیه والاستعارة والكنایة.

Publié dans la revue: