تأثر البلاغيين بالدراسات النحوية

Résumé: نشأت البلاغة، كغيرها من علوم العربية لخدمة القرآن الكريم وإتقان اللغة وتعليمها، والوقوف على أساليبها وأشكالها المختلفة في التعبير، إلا أن اكتمالها علماً له مجالاته وحدوده وقواعده جاء متأخراً من حيث الزمن عن الدراسات النحوية لأسباب تاريخية وموضوعية. ومن الطبيعي، كما نعتقد، أن النظر في الأساليب والمعاني التي تفيدها الأشكال التعبيرية المختلفة، والتراكيب المحتملة لا يتأتى قبل أن تكتسب اللغة، أي لغة، قوانينها وأنماطها التشكيلية. ومن ههنا فإن الاهتمام بالنواحي الجمالية والأسلوبية، والألوان التعبيرية جاء تابعاً لتلك الدراسات التي اهتمت بإرساء قواعد اللغة، وضبط قوانينها. وعليه فإن البلاغيين قد أفادوا من عمل النحاة وصنيعهم؛ ولا عجب في ذلك، فإن أغلب رجال البلاغة كانوا نحاة قبل أن يتوجهوا وجهة فنية في أبحاثهم ودراساتهم.

Publié dans la revue: مجلة الآداب و اللغات