الرؤية السردية وثقافة الخطاب في روايات زهور ونيسي

Résumé: استهدفت هذه الدراسة الموسومة ب: "الرّؤية السّرديّة وثقافة الخطاب في روايات زهور ونيسي" الوقوف على صدى الواقع الاجتماعي والتّاريخي والفكري بكلّ أبعاده في الأعمال الروائية مجتمعة للكاتبة الجزائرية "زهور ونيسي"، تحقيقا للشّمولية والانسجام، والروايات مدونة البحث هي : - من يوميّات مدرّسة حرّة، 1978 ، الجزائر. الرواية - 2- "لونجة والغول"، 1994 ،، الجزائر. - جسر للبوح وآخر للحنين، 2007 ، ، الجزائر. - تغريدة المساء، 2015 ، الجزائر. وقد اتّبعتُ منهجيّة في طرح الموضوع لتحقيق غاياتها، فوضعت ثلاثة فصول تتوسّطها مقدّمة وخاتمة. ففي المقدّمة عرضت سيرورة البحث من إشكاليّة إلى تبيان الأهداف والمنهج المتّبع. وفي الفصل الأوّل الذي وضعت له عنوان(أدوات الرؤية السّرديّة (المفاهيم والأشكال. قدّمت فيه فرشا نظريا يشتمل المصطلحات المتعلقة بالرؤية السردية وهي السّرد الراوي المروي والمروي له، ثم الرؤية السّرديّة كمكوّن أساسي من مكونات الخطاب السّردي، والوقوف على مفاهيمها وأشكالها المعاصرة في كلّ من الدّراسات النقديّة الغربيّة، والعربيّة تنظيرا وتطبيقا. وقد تناول البحث بالعرض أهمّ الأطروحات الخاصّة بتصنيفات الرّؤية السّرديّة، وأبرز المنظّرين لها في النّقد الغربي وهم "جان بويون"، "وتودوروف"، "وبوريس أوسبنسكي"، " وجيرار جينيت "، ثم تتبّعت تصوّر النقد العربي لتحليل الخطاب السّردي، واشتغاله على مكوّن الرؤية السرديّة تنظيرا وتطبيقا، وأبرز النّقّاد "سعيد يقطين" "سيزا قاسم" و "يمنى العيد"، وتطرّقت للأطروحات الدّاعيّة إلى ضرورة تجاوز النقد البنيوي إلى مسار قادر على إقامة العلاقة بين التخييلي والمرجعي. وبما أنّ مدوّنة البحث نسائيّة فقد تطرّقت للسّرد النّسائي والرّؤية الأنثويّة للعالم؛ من خلال علاقة المرأة بالكتابة كحضور فكري وتفاعل مع الواقع ورفض للتهميش، وما تمتلكه من خصوصيّة للّغة في السّرد النّسائي على وجه الخصوص، كما تتبّعت الموقف النقدي من مصطلح الكتابة النسائيّة بين الرفض والقبول، ثم تبيان معالم الرّواية النّسائيّة العربيّة وعلاقتها بتيمة الثورة ورؤيتها للعالم، والوقوف على الرّواية النسائيّة الجزائريّة ومسألة الهويّة، ثمّ خصّصت الحديث عن التّجربة الإبداعيّة الروائيّة للكاتبة " زهور ونيسي" كرائدة لها السبق في افتتاح باب كتابة أول رواية جزائريّة نسائيّة باللّغة العربية، وأتبعتها بمسيرتها الرّوائيّة. أما الفصل الثاني "الرؤية السّرديّة في الخطاب الرّوائي لروايات زهور ونيسي" فتمّت فيه مقاربة الرّؤية السّردية في الخطاب السّردي لروايات "زهور ونيسي"، وتتبّع أشكالها المختلفة والتي تنوّعت بين الرّؤية من الخلف، والرّؤية مع( المصاحبة)، والرّؤية من الخارج، بالوقوف على تجلّياتها في النصوص الروائية وكيفيّة اشتغالها، واستكشاف المواقع التي احتلها الراوي وملامح هويته بين الخفاء والتجلي، وعلاقته بالشّخصيات والأزمنة والأمكنة التي تشكّل فضاء العمل التّخييلي، والكشف عن ثقافة الخطاب السّردي الروائي عند الروائية، من خلال نصوصها السّرديّة التي عبّرت عن مراحل تاريخيّة هامّة ومحوريّة، ساهمت في تشكيل الوعي الجمعي للشّعب الجزائري، وبالتالي إبراز البنى السّردية وعلاقاتها الدّاخلية في تعالقها بالمرجعي فنيّا وفكريّا. بينما الفصل الثالث الذي ورد تحت عنوان "ثقافة الخطاب في رؤية العالم عند زهور ونيسي " افتتحته بتبيان معالم رؤية العالم بين التّخييلي والمرجعي، بالوقوف على المفاهيم الأساسيّة لمنهج البنيويّة التكوينيّة عند "لوسيان غولدمان"، لاستكشاف دلالات المرجعي في العالم المتخيّل لروايات "زهور ونيسي"، بإبراز تفاعل البنيات الدّاخليّة وعلاقاتها ودورها في تشكيل الوعي الجماعي الذي عبّرت عنه الرّوائيّة، وربط هذه البنيات بسيّاقاتها الاجتماعيّة والتّاريخيّة في الواقع. ثم الوقوف على المرجعي والمتخيّل في النصوص الرّوائية، ومساءلتها عن استلهام التّاريخ وتبيان دواعيه عند الكاتبة، وكيفية تمثّله في الخطاب السّردي النّسائي الذي يحمل خصوصيّة المرجعي بأبعاده الفكريّة والحضاريّة، وإبراز ملامح الخصوصيّة فيه دلاليّا وجماليّا، وعرض أهمّ القضايا الاجتماعيّة والتّاريخيّة المطروحة كتيمات دائمة الحضور في أعمال الروائيّة، والكشف عن تجليات الأنوثة ومستويات الوعي الاجتماعي. ثم تبيان تمثّلات العالم من خلال بنية الخطاب الموازي باستكشاف دلالات العتبات النصية (العنوان والإهداء) ودورها في الكشف عن عالم الرّوائيّة ومرجعيّاتها، ومنه استخلاص معالم رؤية الروائية للعالم. وقد سجّلت في الخاتمة أهمّ النتائج التي توصّل إليها البحث.

Publié dans la revue: