المصادر المفقودة في تاريخ دولة المرابطين

Résumé: يعتبر قيام دولة المرابطين منعرجا مفصليا و حاسما في تاريخ العالم الإسلامي ككل والمغرب الإسلامي بصفة خاصة ، خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين، حيث تركت بصماتها جلية إلى اليوم ،و ذلك بمساهمة هذه الحركة الإصلاحية في إنشاء دولة وحدت المغرب سياسيا و مذهبيا و هو الأهم ، ذلك أن هذه الوحدة المذهبية كانت عاملا حاسما في مواجهة الأخطار الخارجية خاصة الصليبية رغم تفتت الوحدة السياسية فيما بعد. وقد عرفت الدولة المرابطية بتقدم العلماء والفقهاء المالكية إلى مركز الصدارة في جميع شؤون الدولة المجتمع، و ظهور نخبة من الأدباء و المؤرخين ، كانت لهم مساهمات كبيرة في إثراء الرصيد المعرفي للحضارة الإسلامية، و رغم ذلك إلا أن المؤرخ يجد صعوبة في التعامل مع تاريخ دولة المرابطين ،ذلك أن ما وصل إالينا من تراث تلك المرحلة يعتبر نزرا يسيرا من ذلك الرصيد الهام، حيث ضاع الباقي لأسباب كثيرة منها سياسية والاجتماعية، والاقتصادية ، و لذلك يعتبر رصد و تصنيف هذه المصادر الضائعة موضوعا مهما لفهم هذه المرحلة المهمة من تاريخ المغرب الإسلامي من أهم مهام الباحث والمؤرخ العمل على تجاوز كل العراقيل والعوائق عبر التقصي والبحث عن المصادر المفقودة باعتبارها ضرورية للكشف عن الحقيقة التاريخية وإن تطلب الأمر تقديم تصور للحادثة وملء الفجوات أو وإعادة ترميم المصادر المتوفرة. من هذا المنطلق فإنه يتبادر إلى أذهاننا هذا التساؤل: ما هي المصادر المفقودة في تاريخ الدولة المرابطية ؟ وفي هذه الحالة تكون بالطبع حاملة لبصمات وتأثيرات العصور التي ألفت فيها. ونحن نؤكد على ذلك لأن أعدادا هامة من المصادر تنتمي إلى الفترة الموحدية وهي تحمل بذلك عداءً واضحا للمرابطين وعصرهم. وقد أثر بعضها على ما ألف في العصور الموالية لأنّها اعتمدت عليها. وقلة وجود مصادر تاريخيّة تعود إلى العصر المرابطي لا تعني أن هذه المصادر لم توجد . فنحن نعلم أنها وجدت وبكثرة، لكنها اختفت ولا نستبعد أن تكون الفترة الموحدية هي المسؤولة عن اختفاء عدد منها، وخاصة منها تلك التي تُورّخ للمرابطين في حروبهم وانتصاراتهم وإنجازاتهم. وقد استطعنا التعرف على عدد من هذه المؤلّفات المفقودة ، فبعضها قد ذكر لنا من طرف أصحابها من أعلام العصر المرابطي ضمن مؤلّفاتهم غير التاريخية التي وصلتنا، أما بعضها الآخر فقد عرّفتنا به مصادر متأخرة عن العصر المرابطي اعتمدت عليها واحتفظت لنا أحيانا بفقرات هامة منها. فمن الذين أرخوا للعصر المرابطي ان من أهم المصادر المفقودة في العصر المرابطي : كتاب الأنوار الجلية لأبي بكر بن الصيرفي و كتاب تاريخ الدولة المرابطية للقاضي عياض و هناك الكثير من المصادر المفقودة اخرى في التراجم و الأدب و غيرها

Publié dans la revue: