التصوير الحركي في النص القرآني – دراسة إيقونية في خطاب القص
Résumé: يعلو النص القرآني ليرسل الصورة على أكمل وجه تجتمع فيها الحواس جميعا، فتعاين هندستها، وتسمع صوتها، وتحاورها، وتشم ريحها، وتتحسس أجزاءها، فتسقط صبغة الجماد عنها، لتصبح الكلمة نحتا، والنحت كيانا، وللكيان مكان، وزمان، وكلام، وحركة، ذلك هو المشهد الحركي في القرآن الكريم. إننا إذ نعتني بالمشاهد الحركية في القرآن الكريم، فذلك يعني تقديم شكل آخر للفعل القرائي، تتلاقى فيه معارف متنوعة، تصب بأدواتها في صلب المشهد، فالرسم، والتصوير، والإخراج المسرحي، والتركيب السينماتوغرافي، والتشكيل الموسيقي، كلها نشاطات تمد التكوين المشهدي بقسط من معارفها الخاصة، التي يمكن استثمارها في فهم المشهد، وقراءة التجاور الحاصل بين صوره، وبين الرؤى التي تتصل بعمليات التصوير، التي تتولاها اللغة، إذ تعمل على تشيد المشهد الفني، وتأثث مجالاته الدلالية، والقصد بالمشهد هنا هو الإطار العام الذي تنتظم فيه الصور. صحيح إن القارئ للقص القرآني يتعرف حتما على الأنبياء الله المرسلين، وما جاءوا به من الآيات والأدلة، وما آل إليه أمرهم، ولكن كيف يستلذ القارئ إلى جانب ما استفاد به من المواعظ والعبر بجمالية الخطاب القرآني؟؟. تلك الجمالية التي طالما وقف العقل الإنساني إزاءها عاجزا، نظرا لما يتمتع به من بعد مزدوج عبر التوظيف الجمالي في خدمة التواصلي، ليتمازجا معا في بوتقة واحدة، لم يكن لأي خطاب أدبي أو تواصلي أن يجاريه فيه، فإلى أي مدى يمكن تقصي الخطاب القرآني في ضوء المقاربات الحديثة؟؟ بل كيف يمكن أن نطوِّع تلك المقاربات بما تحمله من آليات إجرائية ومفاهيم حداثية في خدمة النص القرآني؟؟. أما الفصل الأول: فقد كان بمثابة إرساء قواعد الدراسة التي تأسس على غرارها البحث، فكان التقصي فيه عن جمالية التصوير الحركي في الدراسات القرآنية، بدءا من البلاغيين والنقاد القدامى، أمثال الجاحظ، قدامة بن جعفر، الرماني، الشريف الرضى، الجرجاني، ابن الأثير، الزمخشري، وقوفا على نظرية التصوير الفني عند سيد قطب، ثم عند الذين جاؤا بعده وهم بمثابة تلامذته نظرا لتأثرهم الشديد بما جاء به، ونذكر منهم: محمد أبو زهرة، سعيد رمضان البوطي، عبد السلام الراغب.. أما الفصل الثاني المتمثل في: التشكيل الإيقوني للمشهد الحركي في خطاب القص، فقد جاء موزعا عبر المباحث الآتية: تقنيات المشاهد وآليات التصوير، تمثلت تقنيات المشاهد في: فسحة التعبير وإيحاء المشهد، صمت الصورة وبلاغة التعبير، أحادية اللفظ وتعدد الصور، التقابل المشهدي، التقابل الزمني في المشهد، أما آليات التصوير فقد ضمت سلم اللقطات، التركيبة السردية للمشهد الحركي، نظام الحركة وبناء الصورة، السرد التفصيلي للأحداث تعاقب اللقطات، الشخصية والحدث، بنية الفضاء: المكان/ المسار، عامل التشويق في المشاهد.في حين اهتم الفصل الثالث بـ تأثير الفعل الاستعاري في حركية المشهد عالجت من خلاله: إيقونية الصورة الاستعارية في الخطاب القرآني، في جانبها التطبيقي على بعض من آي القرآن الكريم، ثم تقصيت إيقونية الصورة الاستعارية في خطاب الأنبياء: نوح، موسى، شعيب، إبراهيم، هود، زكريا.عليهم السلام. في حين اختص المبحث الثالث منه بـ: إيقونية الصورة التشبيهية والصورة التمثيلية. أما المبحث الرابع فقد جاء لـتحديد المجالات الإيقونية في خطاب القص: المجال الحيواني: العقائدي، الشيئي، الفعلي، البصري، الصوتي.وتضمن الفصل الرابع، دراسة تطبيقية للقصة القرآنية الكاملة في سورة يوسف عليه السلام، وقفت من خلالها على: معمارية القصة وهندسة البناء المشهدي. وقد قُسم هذا الفصل إلى أربعة مباحث: احتضن المبحث الأول منه تمفصلات فعل المحكي، وكان الاهتمام في المبحث الثاني بمعمارية القصة بما فيها من خطاطة استهوائية مرورا بالمكان والزمان، وتحولات المسار السردي، فالحوار والشخصيات، ثم المربع السيميائي، في حين راع المبحث الثالث الهندسة البنائية للمشهد، ووقفت في المبحث الرابع:على بعض العوامل الإيقونية عبر مشاهد مختلفة مثل قميص يوسف عليه السلام، السكين، الصواع، الشيطان، ثم خاتمة البحث ومكتبته، ففهرس موضوعاته.
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!