الأنساق الثقافية في روايات واسيني الأعرج– سيرة المنتهى أنموذجا-

Résumé: يرتكز أي عمل أدبي وروائي على وجه التحديد على حضور المبدع والبيئة، فنجدهما حاضرين بأي شكل من الأشكال في خضم العمل الروائي، إن حضور "الثقافة" في الأعمال الروائية يوحي بوجود قراءتين مختلفتين، تتمثل القراءة الأولى في المستوى السطحي للخطاب الذي يظهر عادة لكافة القراء، في حين تتمثل القراءة الأخرى في المستوى العميق للغة أو الخطاب، وهذه الأخيرة لا تتجلى عند كافة القراء وإنما لمن يحمل أيديولوجيات مسبقة ومرجعيات قبلية، فهي عادة ما تتطلب قارنا نموذجيًا يعمل على كشف المخبوء وتأويليه ودراسة أنساقه المختلفة. فنظرًا لقوة وسطوة الثقافة على فكر المبدع (الروائي) وقدرتها اللامتناهية في التحكم على زمام الكتابة والإبداع لديه، فظهر بذلك نقدا ما بعد حداثي لتتبع مسار الثقافة في الحركة الإنسانيّة عموما والحركة النقدية خصوصا، وبهذا ظهر ما يسمى بـ"النقد الثقافي" لدراسة الأعمال الإبداعية التي تحمل في طياتها أفكارا ثقافية. يعتمد النقد الثقافي في دراسته للخطابات الأدبية على تتبع الأنساق الثقافية التي تقوم على التحكم والسيطرة في الأشياء وتوجيهها، بل والأكثر من ذلك تعمل على تكوين سلوكيات وتصرفات الإنسان، مما تمنحه صفات وسمات يتفرد بها عن غيره، علاوة عن ذلك قدرتها على استفزاز فكر الباحث ودفعه إلى البحث عن المعنى المضمر أسفل البعد اللساني للخطاب والرغبة في استكناه الدلالات ومعرفة المعنى الحقيقي الذي أراده الروائي من وراءه، ولعل ذلك من أبرز الأسباب والعوامل التي دفعتنا إلى اختيار موضوع: الأنساق الثقافية في رواية "سيرة المنتهى لواسيني الأعرج"، لمعرفة وفهم طريقة انتشار الأنساق الثقافية في الرواية بشكل خفي ومضمر.

Publié dans la revue: مجلة اللغة العربية وآدابها