الدرس الصوتي العربي من النشأة إلى الاكتمال.

Résumé: لعل خير ما نستهل به هذا المدخل آية عظيمة من كتاب الله وهي قوله تعالى: ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين فالآية تدلنا على أن اللغة آية من آيات الله تعالى، ولولاها لما كان التخاطب والتحاور والاتصال والتواصل بين مختلف أجناس البشر. فاللغة كما يعرفها ابن جني (ت 392 ه)أما حدها فهي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم فهذا التعريف يتضمن خصائص ثلاثة للغة وهي اللغة ظاهرة صوتية:)هي أصوات( فهي الكلام المنطوق )من المتكلم (، المسموع )إلى السامع(، أي أنها نظام من الأصوات متعارف عليه من قبل جماعة معينة، وابن جني في تعريفه يستبعد أن تكون اللغة ظاهرة مكتوبة، فاللغة في جوهرها منطوقة لا مكتوبة. 3 -2 اللغة ظاهرة اجتماعية: )يعبر بها كل قوم( أي أن أي جماعة لا تستطيع أن تحقق التواصل إلا باللغة التي اصطلحوا على تعلمها ومعرفتها، فهي تنشأ من المجتمع وتحيا أو تموت فيه، ومن هنا فالواقع يثبت أن بعض اللغات حافظت على خصوصياتها الأولى كالعربية والعبرية، في المقابل هناك لغات زالت واندثرت وماتت ولم يعد لها ذكر ولا أثر سوى الاسم. -3 اللغة تحقق التواصل: )يعبر بها كل قوم عن أغراضهم( ويوافق هذا القول قول ابن خلدون:)ت هي عبارة المتكلم عن مقصوده، وتلك العبارة فعل لساني، فلا بد أن تصير ملكة متقررة في العضو ») 808 ه 4» الفاعل لها وهو اللسان، وهو في كل أمة بحسب اصطلاحات

Publié dans la revue: مجلة أنسنة للبحوث و الدراسات