التعددية الفكرية في الإسلام

Résumé: التعددية الفكرية من المفردات التي عرفها الفكر الإسلامي في كل أطواره التاريخية منذ أن بزغ فجر الإسلام في بداية القرن السابع الميلادي وعاشها المسلمون نظرية وتطبيقا وإشكالات ومقاربات بين الفكر والواقع، وقد كانت مصدر الهام وثراء للفكر والثقافة نشأ على إثرها مدارس فقهية وكلامية وفلسفية. ولأن التعددية في جوهرها ممارسة للحرية وإقرار بحق الأخر في التفكير بحرية واعتراف بحتمية التنوع والتعدد في الحياة الإنسانية، فالتعددية تقوم أساسا على مبدأ احترام الرأي الآخر ورفض مصادرته وهدر حقوقهم واستعمال العنف ضدهم فقد شاءت حكمة الله أن لا يكون البشر نسخا عن بعضهم ليس في ألوانهم وألسنتهم فحسب بل في عقائدهم ومذاهبهم وتفكيرهم، وما ذلك إلا تعبيرا عن أصالة النزوع الفطري إلى الاختلاف ودليلا على مشروعيته قال تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) ولذا اختلف أئمة السلف والخلف في فهم المتشابه من نصوص القرآن والمختلف فيه من نصوص السنة، التي هدفت بدورها إلى تقرير نفس الحقيقة وذلك لأن (التكاليف الشرعية لا تصادم القواعد الطبيعية ولا تتعرض لما يسميه الأصوليين بالأمور الجبلية).

Publié dans la revue: RECHERCHES