القراءة النقدية للتراث الإسلامي عند محمد أركون

Résumé: إن الطريقة الحديثة في قراءة التراث الإسلامي عند "محمد أركون " هو أنه يحب أولا إبعاد صفة القداسة عن الموروث الفكري الديني في الإسلام خاصة, إذا عرفنا أنه يعتبر أن النصوص الدينية تم تناقلها شفهيا قبل عملية تدوينها (عملية جمع المصحف الشريف ) وتبعها بعد لك جمع الأحاديث النبوية والتي أبرزها صحيح مسلم وصحيح البخاري ؛ إضافة إلى التفاسير المتعلقة بالقرآن وأبرزها تفسير الطبري وغيرها من المؤلفات الفقهية , وكل هذه التصنيفات التي تشكل التراث الإسلامي استمدت طابع القداسة من النص الـتأسيسي ( القرآن ) لذا فأول عملية هي عملية إلغاء قداستها , لتأتي العملية الثانية والتي تتمثل في إعادة قراءتها قراءة تاريخية ونقدية مع الإستعانة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية والمناهج المعتمدة فيها كالدراسة الأنثروبولوجية والسيمائية , وذلك من أجل فهم الظاهرة الدينية فهما صحيحا بإعتبارها مرحلة من مراحل التاريخ والعودة تدريجيا عبر الحفر إلى مرحلة تأسيسها للوقوف على المعنى الصحيح لها قبل تدخل السلطة السياسية وتحويل ذلك الإسلام الأول الروحي والمنزٌه والمتعال إلى إسلام قانوني وذو بعد سلطوي هذا هو المشروع الذي سماه محمد أركون بالإسلاميات التطبيقية . إن الصراع و إن كان في ظاهره يتعلق بالصراع بين النص ككلمة حرفية لا تتعدى منها قواعد اللغة و مقتضياتها من إعراب وشرح و تفسير أو ربما من تأويل، لكنه تأويل بما يوافق النص لا بما يخالفه. لكن الحقيقة فالصراع متجذر في التاريخ بين ركام ما خلفته قراءات النص بأشكال متعددة و مختلفة تتحكم فيها أصول لا تمت لقواعد اللغة بصلة و هذه الأصول هي تلك التي تختفي وراء الخطاب السياسي و الديني و الإجتماعي و الثقافي الذي تكون منه وعي يعاني إنفصام الوعي بين ما ينقله النص وما يفهمه العقل . السؤال الذي جعلنا نطرح حوله سؤالا آخر , هل هذا الصراع ناتج عن ضعف الوعي أو غموض في النص ؟ و هو ما يمكن أن نتبـيٌنه في هذا البحث الذي بين أيدينا .

Publié dans la revue: