واقع الممارسة النقابیة ودوافع الانخراط النقابي لدى أساتذة جامعة مولود معمري – تیزي وزو-

Résumé: بعد الثورة الصناعیة التي عرفتھا الدول الأوربیة التي نتج عنھا، تشكیل طبقتین متنافستین البرجوازیة التي تملك و سائل الإنتاج و ھم أرباب العمل، و الطبقة العمالیة (البرولیتاریا) التي تملك سوى قوة عملھا. ھذه الثورة الصناعیة كانت سبب في التغییر الجذري في المصانع و ورشات العمل، و دفع العمال للخروج إلى الشارع والاحتجاج ضد أرباب العمل و الطلب بحقوقھم، و ھذا ما دفعھم إلى إنشاء حركات عمالیة و نقابیة. فھذه الأخیرة لم تكن ولیدة الصدفة، بل كانت نتیجة خصائص المجتمع آنذاك. و عند الرغبة في التحدث عن ھذا التغییر یجب الإشارة إلى بریطانیا، باعتبارھا المھد الأول للحركة النقابیة، وذلك بعد الظروف القاسیة التي كان یعیشونھا العمال. كل ھذا جعل من العمال یدركون مدى المعانات التي یعیشونھا و رغبة في تغییر و تحسین ظروفھم، و طالبوا بحقھم في تشكیل تنظیمات تدافع عنھم، و ذلك بتوحید صفوفھم لإجبار أرباب العمل لتحسین وضعیتھم عن طریق رفع نسبة الأجور و تحسین ظروفھم المھنیة. أول تنظیم نقابي تأسس كان في بریطانیا عام 1825 م، على شكل اتحادات أو على شكل جمعیة مھنیة، تدافع عن حقوق العمال، و بعد ذلك انتقلت إلى البلدان الأوربیة الأخرى. ففي فرنسا فقد كان أول اعتراف للحق النقابي، ذلك بعد صدور قانون "فلداك روسو" بعام 1884 م، حیث تأسست عدة تنظیمات نقابیة في ھذا البلد منھا، الكنفدرالیة الفرنسیة للعمل ، الكنفدرالیة العامة للشغل، و انضمام عمال الجزائریین في المھجر إلیھا لأنھم مجبرین على إیجاد نوع من الحمایة النقابیة، ثم انتقلت ظھور النقابات إلى الدول الأوربیة و دول العالم و حتى العالم العربي، طالبوا بالاعتراف بالحق النقابي كأداة فعلیة لتمثیل العمال.

Publié dans la revue: