التركيب الإسنادي في ديوان ابن الأبار : 595ه-658م /1198م-1260م

Résumé: الحمد لله، شرف اللسان العربي بلغة كتابه العزيز وشريعته الهادية والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :تعد دراسة التراكيب اللغوية من الموضوعات التي لقتْ اهتماما بالغا لدى علماء اللغة المحدثين، حيث أصبحت قطب الرحى في كل نظرية لسانية جديدة وليس معنى هذا أن اللغويين العرب لم يعرفوا هذا النوع من الدراسة، بل نجد كثيرا من العلماء والباحثين القدامى درسوا هذا العلم بل أنشأؤا في ذلك نظريات مشهورة في النظم، يثبتون فيها أن اللغة ليست مجموعة من الألفاظ بل مجموعة من العلاقات، كما أن الدلالة اللغوية تعد الغاية والوسيلة، فهي غاية كل تركيب لغوي ،ومن ثم هي الغاية التي يسعى إليها المتلقي ،ويحاول المبدع توصيلها إليه وهي الوسيلة التي بها تتم عملية الانسجام اللغوي في المجتمعات البشرية.ونحن من خلال هذا البحث، نسعى إلى معرفة العلاقات التي تتكون من اللغة، وذلك بدراسة التراكيب النحوية الناجمة عنها، ومعرفة مواطن استعمالها نجمع بين دلالة الألفاظ والتراكيب الإسنادية وأغراضها البلاغية في صعيد واحد.وأشرت أيضا إلى دور الإسناد في الجملة العربية وفي بحوث العلماء وأنه كان سببا في ضرورة التعابير وأنماط التراكيب اللغوية المختلفة في إطار الحملة الاسمية والفعلية.كما أني حاولت في هذا البحث أن اجمع معظم التراكيب الإسنادية الواردة في قصيدة الشاعر ابن الآبار ودراستها دلاليا من خلال ربط كل سياق بتركيبه، لان التركيب النحوي له معنى أساسي، وله دلالة إضافية تفهم من السياق.كما ربطت كل معنى بمقامه،لأن معرفة معنى التراكيب دون معرفة مقامه قد لا يؤدي إلى فائدة تواصلية أو تداولية. والدليل على ذلك لو إنأصغر تركيب مكتوب أو منطوق له معنى في العربية هو قولنا "قام" (لأنه يمثل جملة فعلية متكونة من فعل وفاعل أو من مسند ومسند إليه، ويدل على معنى هو قيام الشخص) فان هذا التركيب الذي له معنى لا يكون له فائدة تواصلية أو تداولية، أي لا يكون كلاما مفيدا يحسن السكوت عليه إلا إذا ربطناه بمقامه، والمقام هنا أن يكون المتلقي مخاطبا (أي يكون الخطاب موجها إليه).وقد ركزت في هذا الجانب على المستوى التركيبي، واتبعت هذا كله في دراسة تراكيب الجمل الواردة في بعض الأبيات الشعرية المنهج الإستقرائي الوصفي، جمعنا التراكيب الإسنادية المختلفة للجملة ثم صنفناها إلى جمل فعلية وجمل اسمية واتبعنا المنهج التحليلي الوصفي في دراسة التراكيب وتحليلها، وحاولنا من خلال ذلك كله تحديد دلالتها في السياق.

Publié dans la revue: