النزعة الرومانتيكية في الفكر السياسي لجان جاك روسو

Résumé: الحركة الرومانتيكية حركة أدبية قبل أن تكون فلسفية ظهرت في أربا بداية من إنجلترا لتتوسع في فرنسا، حمل لوائها الكثير من الفلاسفة بداية مع فولتير وصول إلي روسو،وآخرون اتبعت نهجا مخالفا للنهج الكلاسيكي،والمبادئ العقلية وهي تؤمن بتسليم للقلب والعاطفة وعدم الخضوع للقوانين العقل والمجتمع،وقد بلغت أوجها مع الفيلسوف جان جاك روسو خاصة عندما زاوجها بالسياسة. فما هي الحركة الرومانسية عند جان جاك روسو؟وما علاقتها بالسياسة؟ يحمل روسو على الحضارة أنها تفسد الطبيعة الإنسانية،والعقل إنه المضلل لا يدل على الحقيقة لذلك دعى إلى ضرورة الاعتماد لإنسان على مشاعره الطبيعية الخليقة بهدايته، إلى الطريق الصحيح أو ما يدعى بالدين الطبيعي،كلما ابتعد الإنسان عن الحالة البدائية البسيطة أصبح أكثر تعاسة لان الحضارة تنطوي على الفساد، وما التطور الاجتماعي سوى خطيئة جسيمة والنموذج الذي استهوته هو النموذج الاجتماعي،وترافق فلسفة لروسو مع الاتجاه الديمقراطي ومناصرته للشعب على غرار فولتير ،ونبع منهج روسو الجديد في المقارنة بين ترف الأغنياء في البلد الفرنسي والأوضاع القاسية للفلاحين الجاهلين،والتي حملة بوادر الحركة الرومانتيكية فهي صرخة العاطفة في وجه العقل ،وصرخة الطبيعة الإنسانية البسيطة في وجه تقنية تقسيم العمل الذي أفقد للفرد جوهر شخصيته، وقلب تاريخ الفلسفة إلى فلسفة إنسانية بالدرجة الأولى تسعى إلى تحقيق الحرية والمساواة بين الناس جراء إطلاع على الواقع الإنساني ومبادئ الرومانتكية هي غير المبادئ العقلية فهي المنحى لإنساني لا مادي فهي ثورة ضد الكلاسيكية ، تمجد العقل وتجعل حقوقه تطغي على قوانين المجتمع ونظمه. قد تجلت رومانسية روسو من خلال حبه للطبيعة ومناداتها بالرجوع إليها وميله للعاطفة وبعده عن العقل ،وكان الوحيد في عصره الذي وقف ضد التيار العقلي، وقدرته على بلوغ الكمال وتحقيق السعادة والرخاء البشري. كان كانط من أشد معجبين بروسو لذا سماه نيوتن الأخلاق الذي حمل على لواء العقد الاجتماعي مبادئ الدفاع عن الحرية والقضاء على الاستبعاد .

Publié dans la revue: