الربط بـ«أل التعريف» في القرآن الكريم دراسة نحوية تطبيقية
Résumé: إنّ المتأمّل لتراث العربية يجد أنّ النحاة هم الذين حمَلوا على عاتقهم دراسة الجملة من الناحية الوضعية فصاغوا قواعدها، واستقصوا أنماطها، و لكنّهم وقفوا عند حدود الجمل في دراساتهم و تحليلاتهم ولم يتجاوزوها، في الوقت الذي اشتغل فيه علماء اللغة و المفسّرون والبلاغيون بالبحث في الكيفية التي بها يتماسك النصّ القرآنيّ و تتآخذ مُشكّلة بذلك نصّا مُتّسِقًا، "ومِن ثَمّ اهتموا باستخراج الوسائل والعلائق و الأدوات التي تسهم في تحقيق سمة النصيّة للنصّ القرآنيّ، بحيث جعلته كُلّاً واحدًا مُوحَّدًا رغم اختلاف أوقات نزوله و أسبابه وِحْدةً واحدةً يترابط بعضها ببعض، و تتعلّق أجزاؤه على نحوٍ تكامليّ بحيث لا يستقلّ منه جزء عن الآخر".(1) لذا تعدّ قضية الاتساق النصّي ووسائله من القضايا المهمة التي شغلت علم اللغة النصّي ونحو النص؛ "لأنّ الاتساق النصّي يتآزر مع مجموعة من الأنظمة النصية الأخرى للوصول إلى ما يطلق عليه " (كلية النص)"أي إنّ النص كلٌّلا يتجزّأ".(2) فلعلّ أهمّ الأسس والعوامل التي تفتقر إليها البنى النّصيّة أو التراكيب النحوية هو عامل الرّبط المنوط بجعل التراكيب أنظمةً لغوية متضامّة، وعلاقاتٍ دلاليةً متتالية، (3) ولقد يعد الربط أو الترابط بين المفردات اللغوية داخل التركيب النحوي، وبين أجزاء النص الواحد أهم أسس النظام التركيبي للجملة، بل يستحيل فهم المعاني والدلالات الواردة في الجمل والنّصوص دون وجود هذا الترابط بين أجزائها، حتى يمكن أن تُؤدي هذه الأجزاءُ - مجتمعةً ومترابطةً - معنى ًكليّا مرادا فيه.(4) وبدا أن جمهور النحويين المحدثين يدرسون النحو على نحو ما تركه لنا النحويون القدماء، من هنا تكمن أهميّة هذا الموضوع، ذلك أن آراء القدماء في الرّبط تفصح عن دورهم وجهودهم فيه، وحديثنا عن الرّبط في هذا الموضوع قد يقتصر على بعض آليات البحث المعاصر التي ما فتئت قضاياه منتشرة بين ثنايا مؤلفات النحويين الأوائل حتى تَرسّم في الدرس الحديث عند الأواخر، ومن هنا لبّ القصد محصورا في مجموعة محدّدة من عناصر الربط، في ثنتين من أقوى معالمه؛ وهما العناصر الإحالية والعناصر التعاقبية.(5) وكي لا نُفرطَ أو نطنبَ في البحث عن هاتين الأخيرتين اللتين تتفرّعان إلى أبواب جمّة، وكي يتّسم بحثنا بما أوردناه في عنوانه، كان لزوما على الباحث أن يعكف من حيث استقرّ عليه اللغويون و العلماء النحويون، لذا ارتأينا أن نمرّ - ولو خفافاً - على الربط بالمعاقبة(6(حتّى نصل إلى ضفّة المقصود من الربط بأل التعريف.
Mots-clès:
Publié dans la revue: المعيار
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!